نام کتاب : زواج بغير اعوجاج نویسنده : حسين هادي الشامي جلد : 1 صفحه : 24
سؤال
: إذا كان عرض الجنة يساوي السموات
والأرض، فأين تكون النار ؟
الجواب
: لو تدبر السائل الآية الكريمة ، لعلم
أن السموات ليس هي الكون كله ، بل هي جزء من الكون بهيئة مجموعات معينة من نجوم
وكواكب وغيرها. والدليل على ذلك هو أن كلمة (والأرض) المذكورة في
الآية تدل على أن الأرض منفصلة عن السموات في حَيزٍ خاص من الكون (عرضها السموات والأرض) فكذلك الجنة
والنار لهما حيزان معينان فالجنة لها مكان والنار لها مكان آخر ... ( والله أعلم ).
وفي يوم القيامة يبدل الله الكون بإرادته وقدرته ، وينشئ منطقه جديدة واسعة يجمع
فيها الأولين والآخرين كما قال تعالى : (يوم تبدل
الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار). ( إبراهيم
/ ٤٨ ).
والان
: أيها الإخوان وأيتها الأخوات ، تعالوا
معي لنفكر في انفسنا هل نطيق عذاب جهنم ؟ هل نصبر على حريق النار ؟ فإذا كنا لا
نطيق حرارة نار الدنيا لحظات قصيرة ، فكيف بنار الآخرة آلاف السنين لا نموت فيها
ولا نحيا. قال الله تعالى : (إن جهنم
كانت مرصادا * للطاغين مآبا
* لابثين
فيها أحقابا) ( يعني آلاف السنين ) ( النبأ / ٢١ ـ
٢٢ ـ ٢٣ ).
وإذا كنا لا نصبر على أن يمسنا ماء مغلي
فترة قصيرة جدا ، فكيف إذن نصبر على الماء الذي يتجلى في الآية الكريمة : (وسقوا ماءً حميما فقطع أمعاءهم) ( محمد / ١٥
) وإذا كنا نحذر شوكة تصيب جلودنا ، فما حالنا إذن بقوله تعالى : (إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما
نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزاً حكيما) ( النساء / ٥٦
).
نام کتاب : زواج بغير اعوجاج نویسنده : حسين هادي الشامي جلد : 1 صفحه : 24