منتك نفسك في الخلاء ضلالة
اغراك عمرو للشقاء وسعيد
فارجع بانكد طائر بنحوسها
لاقت علياً أسعد وسعود
فقال سعيد : يا أمير المؤمنين وهي القائلة :
قد كنت آمل ان أموت ولا أرى
فوق المنابر من أمية خاطبا
فالله أخر مدَّتي فتطاولت
حتى رأيت من الزمان عجائبا
في كل يوم لا يزال خطيبهم
وسط الجموع لآل أحمد عائبا
ثم سكت القوم فقالت بكارة :
نبحتني كلابك يا معاوية ... واعتورتني ، فقصر محجتي وكثر عجبي ، وعشي بصري !
أنا والله قائلة ما قالوا : لا أدفع ذلك بتكذيب ، فامض لشأنك ، فلا خير في العيش بعد أمير المؤمنين علي.
فقال معاوية : لا يضعك شيء ، فاذكري حاجتك ؟ قالت : الآن ... فلا ... [١].
[١] العقد الفريد لابن عبد ربه الاندلسي ـ بلاغات النساء لابن طيفور ـ اعلام النساء لعمر رضا كحالة.