الجلال ... والمهابة
... وعصمها من شطط القول والفعل ... وجموح الخيال.
نراها في محنتها ، ومصابها بموت أبيها ،
والضوضاء والفوضى التي أعقبت الوفاة ، تستنكر ما حدث من المفاجآت. والنبي لا يزال
جثة هامدة مسجى في بيته لم يوارى الثرى.
فسيدة النساء العاقلة الحكيمة ، التي هي
باعتراف الجميع ذات العلم والعقل والفصاحة والبلاغة ، لم يوجد مثلها في النساء.
قالت السيدة عائشة : « ما رأيت أحداً
كان أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله (ص) من فاطمة ، وقالت أيضاً ما رأيت قط أحداً
أفضل من فاطمة غير ابيها » [١].
لقد كانت الزهراء (ع) حريصة على تضامن
المسلمين ، وإعلاء كلمة الدين ، لهذا نراها (ع) تقف ذلك الموقف المتصلب ، وتبين
للناس حق علي بالخلافة ، وتزيل الغشاوة عن اعين بعض المسلمين السابحين في لجج
الضوضاء.
انها ترى خلافة علي التي نص عليها
الرسول (ص) هي امتداداً لرسالة أبيها المقدسة وتقول بعض الروايات أن انتزاع ( فدك
... والعوالي ) وسهم ذوي القربى من يد الزهراء ، وحرمانها من ميراث أبيها لم يكن
داخلاً في حساب القوم لولا موقفها الحازم المتشدد من الخلافة.
اولاً : انما حرموها فدكا وغيرها ، حتى
لا توفر على عليّ قسطاً من المال يعينه على المضي في موقفه المناوئ لهم.
ثانياً : إذا اعترف القوم للزهراء بالإرث
وسلموا أمره لها ، يؤدي بهم الى