نام کتاب : العدالة الإجتماعية وضوابط توزيع الثّروة في الإسلام نویسنده : الأعرجي، زهير جلد : 1 صفحه : 197
قوله
تعالى : (هُوَ الَّذي خَلَقَ لَكُم ما في الارضِ جَميعا ً)[١].
وهذا الضمان ينبع من
جوهر النظرية الاسلامية للانسان. فالفرد ـ حسب النظرة الاسلامية ـ ليس كياناً
مادياً فحسب ، بل هو كيان مادي وروحي شريف ، والجوع يمزق هذا الكيان ويحط من قدره
، وبذلك فلا بد من اشباع حاجاته الاساسية في العيش الكريم. والى هذا التفضيل اشار
القرآن الكريم بقوله : (وَلقد كَرمنا بني آدم
وَحملناهُم فِي البَر وَالبحر وَرزقناهم مِن الطيَّبات وَفضلناهم على كَثير ممَّن
خَلقنا تَفضيلا ً)[٢]. فمن حق المخلوق على الخالق اشباعه وكسوته ،
واي نقض لهذا القانون الكوني انما هو نقض لصميم مفهوم العبودية بين المربوب والرب.
فالجائع لا يستطيع عبادة الله ، ولا يقدر على تحمل التكاليف الشرعية ، فكيف يأمره
الخالق اذن ، بالعبادة ولا يضمن له العيش الكريم؟ ولا شك ان المولى عز وجل خلق للافراد
مصادر غذائهم وكسوتهم ، ولكن سوء التوزيع الذي يقوم به الانسان هو الذي يحرم البعض
من حقوقهم ويتخم البعض الآخر. وهذا يفسر ـ الى حد ما ـ تأكيد الاسلام المستمر على
الانفاق الواجب والمستحب على الفقراء والمساكين ، خصوصاً في موارد الانفاق التي
درسناها سابقاً ، كالصدقات الواجبة ، والكفارات ، والاضحية ، والانفال.
ولا تتوقف النظرية
الاسلامية بمساعدة الفقراء عند الضمان الاجتماعي فحسب ، بل تتعدى في نظرتها
الشمولية الى التكافل العام بين جميع افراد