نام کتاب : وصية النبي صلّى الله عليه وآله نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 38
والأشدون
برسول الله صلىاللهعليهوآله نوطاً ، فانها كانت أَثَرة
، شحّت عليها نفوس قوم ، وسخت عنها نفوس آخرين ، والحكم لله والمَعْوَد إليه القيامة
»[١].
ومن الاُمور المستفادة من سيرة النبي صلىاللهعليهوآله وغيرها في أثبات الوصية ، والتي لو تأمّلها
المسلم فإنه سيُسلّم بمسألة الوصية دون الرجوع إلىٰ مزيد من الأدلة والبراهين
، ما يأتي :
أولاً
ـ لقد اُمِر النبي صلىاللهعليهوآله أن يقتدي بالأنبياء الذين قبله ، في قوله
تعالى : (أُولَٰئِكَ
الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ)[٢] وقال تعالى : (قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ)[٣] ورأينا أن الأنبياء السابقين قد عهدوا إلىٰ
من يخلفهم في تبليغ الشريعة ورعاية الأمة من بعدهم ، ولم يكن خلفاؤهم إلاّ أوصياءهم
، فكيف يخالف نبينا صلىاللهعليهوآله
ذلك أو يقصّر في الامتثال ، وهو أشرف الأنبياء وخاتمهم ، وقد اجتمعت فيه خصال الكمال
وصفات الشرف التي تفرّقت فيهم ، ودينه أجمع الأديان ، ورسالته أشمل الرسالات وأكملها
، فكيف يتركها غضّةً طرية تتجاذبها الأهواء والنزاعات ؟!
ثانياً
ـ ( قد جرت عادة الرسول صلىاللهعليهوآله أنه متى سافر عن المدينة أو غاب عنها ،
عيّن خليفته عليها ، فكيف يترك الاستخلاف في غيبة الوفاة ؟ مع علمه أنّه خاتم الأنبياء
والرسل ، وأن التكليف لم يرتفع عن العباد بموته ، بل هو باقٍ إلىٰ يوم القيامة
) [٤].
[١] نهج البلاغة / تحقيق
صبحي الصالح : ٢٣١ / خ ١٦٢.