responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام نویسنده : القرشي، الشيخ باقر شريف    جلد : 1  صفحه : 98

« هي والله يا أبا الدرداء الغشية التي تأخذه من خشية الله ... ».

ثمّ أتوه بماء فنضحوه على وجهه فأفاق ، ونظر إليّ وأنا أبكي فقال لي :

« ممّ بكاؤك يا أبا الدّرداء؟ ».

ـ ممّا أراه تنزله بنفسك.

فأجابه الإمام وهو غارق بالخشية من الله قائلا :

« يا أبا الدّرداء ، كيف لو رأيتني وقد دعي بي إلى الحساب ، وأيقن أهل الجرائم بالعذاب ، واحتوشتني ملائكة غلاظ ، وزبانية فظاظ ، فوقفت بين يدي الملك الجبّار ، قد أسلمني الأحياء ، ورحمني أهل الدّنيا ، لكنت أشدّ رحمة لي بين يدي من لا تخفى عليه خافية ... ».

وبهر أبو الدرداء ممّا رآه من إنابة الإمام وخشيته من الله تعالى وراح يقول : والله ما رأيت ذلك لأحد من أصحاب رسول الله 9 [١].

ارأيتم هذا الإيمان الذي يمثّل التقوى والخشية من الله تعالى؟ لقد كان هذا الإمام العظيم في جميع فترات حياته قد تعلّق قلبه وفكره بالله تعالى ، وسعى لكلّ ما يقرّبه إليه زلفى. وممّا قاله ضرار لمعاوية في وصفه للإمام :

ولو رأيته في محرابه ، وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه وهو قابض على لحيته يتململ تململ السليم [٢] ويبكي بكاء الحزين ، وهو يقول : « يا دنيا ، إليّ تعرّضت أم إليّ تشوّقت؟ هيهات هيهات ، لا حاجة لي فيك ، أبنتك ثلاثا [٣] لا رجعة


[١] أمالي الصدوق ٤٨ ـ ٤٩. بحار الأنوار ٤١ : ١١ ـ ١٢.

[٢] السليم : من لدغته الحيّة.

[٣] باينتك : أي طلّقتك طلاقا بائنا.
نام کتاب : موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام نویسنده : القرشي، الشيخ باقر شريف    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست