وحفل هذا الدعاء بإحاطة الإمام ومعرفته الكاملة بالرسول الأعظم 9 ، فقد أضفى عليه جميع ألوان الحفاوة والتكريم ، ودعا له بالمنزلة الكريمة التي يتبوّؤها في الفردوس الأعلى.
تمجيده للنبيّ :
وكان الإمام على يقين لا يخامره شكّ بنبوّة النبيّ 9 ورسالته ، وكان يثني عليه عاطر الثناء ، وممّا قال فيه :
١ ـ قال 7 :
« مستقرّه ـ أي النبيّ ـ خير مستقرّ ، ومنبته أشرف منبت ، في معادن الكرامة ، ومماهد السّلامة ؛ قد صرفت نحوه أفئدة الأبرار ، وثنيت إليه أزمّة الأبصار ، دفن الله به الضّغائن ، وأطفأ به الثّوائر ألّف به إخوانا ، وفرّق به أقرانا ، أعزّ به الذّلّة ، وأذلّ به العزّة. كلامه بيان ، وصمته لسان » [٢].
ونرى في هذه الكلمات جميع ألوان التعظيم والتمجيد لشخصيّة الرسول 9 الذي ما عرفه سوى باب مدينة علمه.