نام کتاب : موسوعة الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام نویسنده : القرشي، الشيخ باقر شريف جلد : 1 صفحه : 33
ابن أخيكم كونوا له ولاة ولحزبه حماة ، فو الله! لا يسلك أحد سبيل محمّد إلاّ رشد ، ولا يأخذ به إلاّ سعد ولو كان لنفسي مدّة ، وفي أجلي تأخير لكففت عنه الهزاهز ، ولدفعت عنه الدواهي ، غير أنّي أشهد بشهادته واعظّم مقالته » [١].
حكت هذه الوصية إيمان أبي طالب بالنبيّ 9 واعتناقه للإسلام وتفانيه في الدفاع عنه.
لقد استشفّ هذا العملاق العظيم المستقبل الزاهر للإسلام ، وأنّه سيؤمن به المستضعفون في الأرض ، وأنّهم سيشكّلون قوّة ضاربة للدفاع عنه ، وستكون صناديد قريش وساداتها أذلاّء صاغرين يستعطفون النبيّ وأصحابه ، ويطلبون ودّهم ، ولم تمض الأيام حتى تحقّق ذلك على مسرح الحياة ، وإذا بجبابرة قريش أذلاّء صاغرون ، ويقول الرواة : إنّ امرأة من المسلمين خطبها معاوية فجاءت إلى النبيّ وطلبت رأيه في ذلك ، فنهاها عن الزواج به وقال لها : « إنّه صعلوك » [٢].
وعلى أي حال فإنّ وصيّة أبي طالب حافلة بالقيم الكريمة والمثل العليا والإيمان العميق بالإسلام.
في ذمّة الخلود :
ولاقى أبو طالب جهدا شاقّا وعسيرا في حمايته للنبيّ 9 ونصرته للإسلام ، وكفاحه للقوى المعادية لابن أخيه ، وقد تعرّض لأقسى ألوان المحن والخطوب من طغاة القرشيّين وعتاتهم ، وقد ألمّت به العلل والأمراض ودنا منه الموت ، وكان أهمّ ما يعانيه مصير الرسول 9 من بعده ، وما ذا سيلاقيه من ذئاب قومه الذين تنكّروا لجميع القيم والأعراف ، فأخذ وهو على حافة الموت يوصي أبناءه وأفراد اسرته
[١] شرح نهج البلاغة ـ ابن أبي الحديد ٢ : ٢١٣. الدرجات الرفيعة : ٦١. أسنى المطالب : ٢٠. ثمرات الأوراق : ٢٩٤ ، وغيرها.