responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من وحي الثورة الحسينية نویسنده : هاشم معروف الحسني    جلد : 1  صفحه : 110

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيها وفي اهل بيته فلا تغاث ، هذا وبلا شك فان العقيلة يومذاك كانت تتلوى وتصرخ الى جانب امها وتكاد صرختها تخرج من حشاها اللاهب الذي يقطعه الاسى والألم ، وبعد أيام معدودات من مواقف القوم واسقاط جنينها من آثار تلك الصدمة شاهدت امها جثة هامدة على المغتسل تجهزها اسماء بن عميس وجاريتها فضة الى مقرها الاخير بجوار ابيها الذي بشرها بالموت السريع وقال ها : انت اول بيتي لحوقاً بي فابتسمت للموت السريع الذي لا يبتسم له إلا من اتخذ عند الرحمن عهداً ، ورأت اباها وهو يبكيها ويندبها بقوله : قل يا رسول الله عن صفيتك صبري ورق عن سيدة النساء تجلدي ، لقد استرجعت الوديعة وأخذت الرهينة وستنبئك بتضافر أمتك على هصما فاحفها السؤال واستخبرها الحال ، اما حزني فسرمد وأما ليلي فمسهد ، إلى اخر ما جاء عنه في وداعها وهي تتلوى لفقد امها وما حل بأبيها.

وظلت تتجرع آلام تلك الاحداث طيلة حياتها وشاهدت بعد ان اصبحت زوجة وأما لاسرة من أحفاد جدها ابي طالب مصرع ابيها امير المؤمنين وآثار تلك الضربة الغادرة بسيف البغي والعدوان في رأسه وسريان السم في جسده الشريف ودموعه تتحدر على خديه وهو يقلب طرفه بالنظر اليها تارة والى أخويها الحسن والحسين اخرى ويتلوى لما سيجري عليهم من بعده من مردة الأمويين وطواغيتهم.

وشاهدت اخاها الحسن السبط أصفر اللون يجود بنفسه ويلفظ كبده قطعاً من آثار السم الذي دسه اليه ابن هند وكان من في البيت قد وضعوا طشتا بين يديه وهو يقذف كبده فيه ، ولما أحس بدخولها عليه كالمذهولة امرهم باخراج الطشت من امامه اشفاقا عليها ، وحينما حمل المسلمون نعشه لمواراته الى جانب مرقد جده كما كان يتمنى رأت عائشة المسماة بأم المؤمنين على بغلة وحولها طواغيت بني أمية وهي

نام کتاب : من وحي الثورة الحسينية نویسنده : هاشم معروف الحسني    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست