نام کتاب : مصارع الشهداء ومقاتل السعداء نویسنده : آل عصفور، الشيخ سلمان جلد : 1 صفحه : 71
أن يتركوا حقّهم طوعاً لسيّدهم
فصاحب الأمر قاض في حقوقهم
فسوف يولى العدا ضرباً بمخدمة
ويخضب الأرض من جاري نجيعهم
فتشتفي أنفس قد مسّها نصب
من النواصب من عرب ومن عجم
وفي كتاب الإرشاد للمفيد مرسلاً قال : روي
أنّه لمّا استقرّ الصلح بين الحسن عليهالسلام
وبين معاوية ـ لعنه الله ـ ، خرج الحسن عليهالسلام
إلى المدينة ، كاظماً غيظه ، لازماً منزله ، منتظراً لأمر ربه عزّ وجلّ ، إلى أن
تمّ لمعاوية عشر سنين من إمارته ، وعزم للبيعة على ابنه يزيد ، فسعى ذلك العجل
الرجيم في إطفاء نائرة الحسن عليهالسلام
من الوجود ، فبذل في ذلك المجهود ، وتبدّل بالنحوس عن السعود ، وأظهر تلك الأغلال
والحقود ، فبلغ به الرأي الفاسد المبعد من رحمة الله والمطرود ، حيث لم يتمكّن من
قتله عليهالسلام جهراً لما
جرى من الإيمان والعهود ، بأن يقتله سرّاً ، وأن يزهق نفسه المقدّسة غدراً ، فدسّ
إلى جعيدة بنت الأشعث بن قيس ـ كما في أشهر الروايات ـ العطاء والوعود ، وفي بعض
رواياته أنّها جون بنت الأشعث الكندي ، وهي ابنة أمّ فروة أخت أبي بكر بن أبي
قحافة ، وكانت زوجة الحسن عليهالسلام
، وأرسل لها من يحملها على سمّه ، وضمن لها أن يزوّجها بابنه يزيد ، وبذل لها عشرة
آلاف ديناراً ويزيد وأقطاع عشرة ضياع من سقي سورا وسواد الكوفة ومنّاها ، ما تطلب
وتريد [١].
وكان هذا الأمر من معاوية العنيد بعد
أشياء عديدة قد دسّها في إهلاك الحسن عليهالسلام
، مثل ما روي أنّه وجّه لرجل من الموصل يدّعي المحبة لأهل البيت عليهمالسلام بعد انصراف الحسن من عنده كيساً فيه
ثلاثة آلاف ديناراً وقارورة من السمّ ، وقال : إذا اغتنمت الفرصة فاجعل هذا السمّ
في مطبوخ أو مشروب وأطعمه الحسن ليهلك ونستريح منه. ففعل ، فمرض