نام کتاب : مصارع الشهداء ومقاتل السعداء نویسنده : آل عصفور، الشيخ سلمان جلد : 1 صفحه : 61
المصرع
الرابع
وهو مصرع
الحسن صلوات الله وسلامه عليه
تنافسوا يا ذوي العقول في المراتب
العالية ، وتفاخروا بإدراك المفاخر في المنازل السامية ، وتيقّنوا أنّه لا يهب
الله [١] المراتب إلاّ
لمن له أهليّة حلولها ، ولا يسكن رفيع الجنان إلاّ من هو قابل لنزولها ، فهي دار
تنافس فيها الموحّدون وتسابق عليها المتّقون ، وهي مسكن المساكين لا مأوى الجبّارين
، ومحلّ العارفين لا منزل الجاهلين ، وسيب الملك الأفضل يناله الأمثل فالأمثل.
ليس ينال القرب إلاّ فتىً
أرقّ طول الليل أجفانه
كالسيف لا يفري الطلى حدّه
إلاّ إذا فارق أجفانه
فكلّ من أشرقت عليه الهداية نورها ، وأزاحت
عنه غشاوة الشكوك وديجورها ، طوّقت العناية جيده بأطواق الوداد ، وقيّدت أقدامه
بأغلال الإنقياد ، وصرفت بصر معرفته تلقاء جمال المحبوب ، وأصمّت أذن بصيرته عن
سماع غير نداء المطلوب.
فلهذه المرتبة الجليلة سمت نفوس
العارفين ، وعلى إدراك هذه المنزلة النبيلة تفاخرت أرباب اليقين ، ولذلك التذّوا
بعناق البيض البواتر في تشاجر المضامير ، وكرهوا إلتزام بيض المناحر في ساميات
المقاصير ، وضاجعوا ميل الرماح ، وتجافوا عن مغازلة الخود الرداح ، فكان صرف
السموم القتّالة في لهامهم ، صرف
[١] هذا هو الظاهر ،
وفي النسخة : « وتيقّنوا إنّما يهب الله ».
نام کتاب : مصارع الشهداء ومقاتل السعداء نویسنده : آل عصفور، الشيخ سلمان جلد : 1 صفحه : 61