نام کتاب : مصارع الشهداء ومقاتل السعداء نویسنده : آل عصفور، الشيخ سلمان جلد : 1 صفحه : 45
فلمّا
رأيت الرؤيا أيقنت أنّي راحلة عنك في عشية الليلة المقبلة ، وهذا العجين أخبزه في
هذا اليوم ، والطين أغسل به رؤوس أولادي ، لأنّك في غداة غد مشغول بتجهيزي وغسلي ،
وأخاف أن تجوع أولادي وتبقى رؤوسهم مغبرّة وثيابهم دكنة [١]
، فعملت هذين العملين في هذا اليوم ».
وجعلت تغسل قميص ولدها وتمشط رأسيهما
وهي تقول : « ليتني
أعلم بالذي يقع عليكم من بعدي من القتل والسمّ ».
ثم التفتت إلى عليّ عليهالسلام وقالت : « يا ابن العمّ ، لي عندك أربع وصايا : الأولى
: إن كان وقع منّي تقصير لجنابك فاعف عنّي واسمح لي ».
فقال عليهالسلام
: « حاشاك يا
سيّدة النساء والتقصير ، بل كنت في كمال المحبّة ونهاية المودة والشفقة عَليّ
والرضا والقناعة بما يأتيك منّي ».
ثم قالت : « وأما الوصية الثانية : فإني أوصيك يابن العم
إذا تزوّجت بامرأة فاجعل لها يوماً ولولديّ يوماً ، يا أبا الحسن بلّغهما آمالهما
ولا تنهرهما ولا تصح في وجههما ، فإنّما يصبحان غريبين يتيمين منكسرين ، لأنّهما
بالأمس فقدا جدهما واليوم أمّهما ».
فجلس عليّ عليهالسلام
عند رأسها ، وأمرت أسماء بنت عميس أن تصنع للحسن والحسين طعاما فيأكلان ويذهبان ، فبينما
هي كذلك إذا أقبلا ، فوضعت لهما حصيراً وقدّمت لهما الطعام ، فقالا : « يا أسماء ، ما فعلت
أمنّا ؟ وهل رأيت أيّنا نأكل بغير أمّنا »
؟
فقالت أسماء : يا ابني رسول الله ، إنّ
أمّكما عندها بعض التصديع.
قال : فقاما ودخلا عليها ، فوجداها
متّكئة على فراشها وعليّ عند رأسها ، فلمّا رأتهما قالت : « يا أبا الحسن ، امض
بولديك إلى قبر جدّهما ». وكان
مرادها عدم حضورهما عند وفاتها لئلا تنزعج قلوبهما ، فخرج بهما عليّ عليهالسلام.
قال الراوي : فلمّا كان اليوم الأربعون
أقبل أمير المؤمنين عليهالسلام
يريد المنزل ،