نام کتاب : مصارع الشهداء ومقاتل السعداء نویسنده : آل عصفور، الشيخ سلمان جلد : 1 صفحه : 281
المصرع الثامن
عشر
مصرع حسن
العسكري عليهالسلام
أيّها الطائفون بكعبة الولاية ، والعاكفون
في الحرم الهداية ، والساعون في صفا المروّة ، والمهرولون بين صفا الوداد والمروة
، اقتلوا نفوس الابتهاج واصطادوا حمام حرم العزلة للأولاد والأزواج ، وانحروا بمنى
الوداد قربان النفوس ، واحلقوا بموسي اللطام مفارق الرؤوس ، وانزعوا ثياب إحرام
الدعابة عن الأبدان ، والبسوا مخيط الكآبة والأحزان ، ومسّوا من طيب الإخلاص اذكاه
، واستنشقوا من عطري الخلاص ريّاه ، فقد تُلّ إسماعيل آل محمّد للجبين ، وبات
إبراهيم آل أحمد لهذا المصاب خدين ، وغدت فاطمة على ذبيحها بادية التعداد دائمة
المراثي والإنشاد ، فما الخنساء في عصرها ، ولا حزنها على صخرها [١] بأعظم من كريمة المصطفى وحليلة المرتضى
، فالخنساء أصيبت بأخيها فصارت أيّامها كلياليها ، وأما فاطمة الزهراء فقد فجعت
بجميع أولادها النجباء ، فأيّ المصابين أعظم ؟ وأيّ البحرين أعمق وأفعم ؟ من أصيب
بأخ واحد ، أو من فجع باثني عشر إماماً أماجد ؟ فإنّا لله وإنّا إليه راجعون ، ولله
درّ من قال من الرجال :