responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 366

وليس ظلاماً ما أرى بل صحيفةً

من النور تبدو والجهادُ لها سِفْرُ

جرت من أبيِّ الضّيمِ فيها دماؤُهُ

كتاباً جهادُ الأنبياء به سطرُ

ففي كلِّ جرحٍ من عديد جراحه

لنوحٌ وبلواهُ السفينةُ والبحرُ

وفي كلِّ حرفٍ من لهيب ندائه

خليلٌ لإسماعيله في الحشا جمرُ

وإنْ كان بالذبح العظيم فداؤُهُ

لتُفْدى بإسماعيلَ فتيانه الغُرُّ

* * *

وإنْ فخرت أرضُ الطَّواف بها جرٍ

فكم هاجرٍ بالطَّفِّ أبرزها الخدرُ

سَعتْ ألفَ شوطٍ تطلبُ الماءَ بعدما

جرى في مسير النَّهر ريّقُهُ الغمرُ

ولو ملكتْ أمراً سقت من دموعها

عطاشاه لولا أنَّها أدمعٌ حُمرُ

تسيلُ بجنب النهر يندى بها الثرى

وتنسجُ برديه الشّقائقُ والزَهْرُ

فلم يعرفِ الراؤونَ ما الدمعُ منهما

غداةَ جرى من مقلتيها وما النَّهْرُ

* * *

وهذا ابنُ عمرانَ استقلَّ جهَادَه

وما صَغُرَتْ شأناً مواقفُه الكُثْرُ

غداةَ رأى سبطَ النبيِّ بكربلا

به يستجيرُ الدينُ إذ مسَّهُ الضُرُّ

لئن خانه الحانون في الذل جبهةً

وأصبتهم الدنيا فما خانه النَّصرُ

وإن ظلَّ فرداً حيثُ خلاَّه عسكرٌ

فكان له من عزمهِ عسكرٌ بحرُ

تمنَّى كليمُ الله تفديه نفسُهُ

ودونَ الحسينِ السبطِ تنحرهُ السُمْرُ

وجلَّ الصليبُ المجتلىٰ فوق عوده

مسيحٌ كما يجلى من الغَبَش الفَجْرُ [١]


[١] هذه الأبيات ناظرة إلى ما جاء في الإنجيل من أن المسيح عليه‌السلام جزع حين رُفع على خشبة الصليب وأظهر ضعفاً ، وبالطبع هذا مفتعل على روح الله ولكن الشاعر جرى على معنى الإنجيل وفيه شبه الرد على النصارى.

نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست