responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 250

رهبانُ ليلٍ والعبادةُ دأبُهم

أما الضحى فَيُرى الجميع أسودا

والليلُ يطربه نشيد صلاتهم

والنجمُ يرعى للأُبَاة سجودا

خطبوا الردى بدمائهم فكأنما

قد أمهروه ذمةً وعهودا

يفدون بالمُهج الحسينِ لأنهم

عرفوا ومُذ كان الحسينُ وليدا

أنّ الوصية لم تكن في غيره

والناس ما برحوا لذاك شهودا

وبرغم قِلتِهمْ ونَقصِ عديدِهم

كانت لهم غُرُب السيوف جنودا

هي ليلةٌ كانت برغم سوادها

بيضاء تبعث في الهدى تغريدا

راح الحسين السبط يُصلح سَيفَهُ

فيها ليهزم بالشفار حشودا

ويذيق أعناق الطغاة بحده

ضرباً يثير زلازلاً ورعودا

وبدا يعاتب دهره وكأنه

قد كان منه مُثقلاً مجهودا

ويقول أفٍّ يا زمان حملت لي

همّاً وكيداً حالف التنكيدا

عُميت بصائر هؤلاء عن الهدى

ولقيت منهم ضلةً وجحودا

والأمر للرحمن جلّ جلاله

كتبَ المهيمِنُ أن أموت شهيدا

سمعت عقيلة هاشمٍ إنشادَه

فأتتهُ تلطمُ بالأكفّ خدودا

وتقول واثكلاه ليت منيتي

جاءت وشقت لي فداك لحودا

اليوم ماتت يا ابن أميَ فاطمٌ

واليوم أصبح والدي ملحودا

واليوم مات أخي الزكّي المجتبى

والحزن سَهّد مقلتي تسهيدا

فأجابها كلُ الوجود إلى الفنا

إلا الذي وهب الحياة وجودا

لا تجزعي أختاه صَبراً واعلمي

أني سَالقى في الجنان خلودا

مهما تمردت الطغاة فإنما

جنح البعوضة أهلك النمرودا

نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست