نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 207
الركوب المجازية
التي قالها الإمام الحسين عليهالسلام
ببلاغة التركيب المنتج للمعنى فتمّ للشاعر نزار سنبل باستحضار لفظي ناقص ـ كما
أسميناه ـ أن ياتي باستحضار معنوي فيه الكثير من دقة المعنى فقال بعد أن مهّد لقوله
بصورة مركبة عن إرتداء الدرب :
إرتدوا الدرب في الخفاء سراعاً
وإركبوا الليل أيّها الأزكياء
على أن الشاعر محمد سعيد المناميين
يتوسّع مع قرينة الركوب ليفصّلها ويفكّكها إلى أدواتها ، ويوصل الركوب إلى الإمتطاء
فيخصصه لأن الإمتطاء يكون ركوباً على ظهور الحيوانات فقط ليطابق مع لفظة النص ( جملا
) معنوياً ويستبدل لفظة ( الليل ) بلفظة ( الظلام ) وهو المطلوب من الليل في حديث الإمام
الحسين عليهالسلام.
لكن المناميين يتوغل في مطابقة المعنى
بإيراده للفظة ( صهوة ) وأضاف ( الظلام ) اليها ، ليحسن لديه جمال التركيب أيضاً إضافة
إلى الإيجاز والتمكّن من حصر كل هذا في مجزوء الخفيف حيث قال :
فامتطوا صهوة الظلامْ
أسرعوا لا تلفّتوا
محطة ( دويّ النحل )
بعد أن رأينا التعامل مع الصورة البصرية
فيما سبق سنتناول الآن صورة ( دويّ النحل ) السمعية ، ومع إن استحضار الواقعة
التاريخية يجري عادة على المستوى الشعوري حسّاً وانفعالاً ، فإن الصورة البصرية
تكون قريبة الاثر في الاستحضار أكثر من الصورة السمعية لأسباب تتعلق بطبيعة حاسة
البصر وقابليتها التخييلية فهي
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 207