نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 174
عدوهم ودناءته !!
وأما حديث النساء والأطفال فأمرٌ آخر ،
مع ما هم عليه من الفزع والرُعب ، فأحدقت أعينهم ولم يناموا ليلتهم وهم يَرون
أنفسهم في قبضة عدوٍ لا يرحم أحداً ، مُحاصرين بين سياج من الأسنة والحراب ، وجيش
بات علىٰ أهبة الاستعداد ينتظر أوامر قيادته للزحف والهجوم عليهم ، فكيف مع
هذا كله يغمض لهم جفن ، أو يهدا لهم روعٌ ؟!
ومع هذا كله نجده ـ صلوات الله عليه ـ لم
ينسَ أن يَتخذ التدابير اللازمة والإجراءات الوقائية في حماية أهل بيته ،
والاستعداد لمواجهة الأعداء ، وما يتقوىٰ به على القتال في سبيل الله تعالى.
وقد ارتكز هذا الجانب العسكري علىٰ
عدة أمور دقيقة وهي :
الأمر الأول : التعبئة المعنوية
التعبئةُ المعنوية لها دورٌ كبير في
تكامل المواجهة وترسيخ النفس ، ومقاومتها لآخر رمق ; وذلك بالاقتناع التام بالهدف
والمبدأ اللذينِ يُقاتل من أجلهما وفي سبيلهما ، إذ يهون حينها كلُّ شيءٍ ما دام
يرى نفسَه علىٰ حقٍ ، وبعكس ذلك لا يمكن أن يقف في المواجهة طالما لا هدف له
من وراءِ ذلك ، وما دامَ غير مُقتنع فحينها لا يكونُ موطّناً نفسه علىٰ ذلك.
وقد وجدنا أنصار الحسين عليهالسلام قد وطّنوا أنفسهم في مواجهة أعدائهم ،
وذلك بعزيمة صادقة لا تردّدَ فيها ، وبإيمان لا يشوبُه شكٌ حيث الاقتناع التام
بالمبدأ السامي الذي يدافعون عنه ويقاتلون من أجله ، فكانوا يتمتّعون بروحيّة
عالية
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 174