نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 164
ه ـ الإيثار والتفاني
الإيثار ، وهو : من الصفات الكريمة التي
تؤدي إلىٰ سمُوّ الإنسان ، وتكامل شخصيته ونكرانه لذاته وتفانيه في سبيل
الحق والخير ، وقد عني به الإسلام عنايةً بالغة ، وأثنىٰ علىٰ مَنْ
يتخلق به ، فقد مدح القرآن الكريم جماعةً من نُبلاءِ المسلِمين وأفداذِهم ، لأنهم آثروا
إخوانَهم على أنفُسهم ، قال تعالىٰ : (وَيُؤْثِرُونَ
عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ
نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ)[١][٢].
ولا تجد أجلىٰ مصداقاً للآية
الشريفة سوىٰ مَنْ نزلت فيهم وأثنت عليهم ، وهم أهل بيت العصمة ـ صلوات الله
وسلامه عليهم ـ الذين أثروا غيرهم علىٰ أنفسهم ، وناهيك عن صور الإيثار التي
عرضها القرآنُ الكريم عنهم كما في سورة ـ هل أتىٰ ـ وغيرها ، كليلة مبيت
أمير المؤمنين عليهالسلام
علىٰ فراش رسول الله صلىاللهعليهوآله
ليلةَ الغار مؤثرَهُ علىٰ نفسه ، حتىٰ تعجبت من إيثاره ملائكةُ
السماءِ ، وباهى الله به ملائكتَهُ.
فكانت هذه الصفة من صفاتهم البارزة ،
والتي ظهرت في سيرتهم مع الآخرين ، وقد حفلتْ سيرتُهم بألوان من صور الإيثار كما
لا يخفىٰ ذلك علىٰ من يراجع سيرتهم وحياتهم الخالدة.
وكان من الطبيعي أن يتخلق بهذه الخصلة
كلُّ من يعاشرُهم ، ويقتفي أثرهم ،