responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 136

فكان مما شهدته هذه الليلة العظيمة ، هو ذلك العروج الملكوتي والارتباط الروحي مع عالمَ الغيب ، وذلك حينما قام سيد شباب أهل الجنة عليه‌السلام مع أصحابه بين يدي الخالق منقطعين إليه تعالىٰ بين راكع وساجدٍ ، وقارئ للقرآن ، ولهم دويٌ كدوي النحل ، فتراهم خُشعاً أبصارهم ، وقد كَستهم العبادة أنواراً إلهية ، فكان لها الأثر الكبير في تهذيب نفوسهم وشَحذ قلوبِهم وصقلها فتسلحوا بها علىٰ أعدائهم ، وحققوا بها أكبرَ انتصارٍ عرفهُ التاريخ.

يقول الشاعر :

ودويٌ كالنحل في صلوات

لو أتوها على الوجود لزالا

يَشحذون الفؤاد كي لا يهالا

حين ترتجُّ أرضُها زلزالا

وما أحقهم بوصف من قال :

لله قومٌ إذا ما الليلُ جنّهمُ

قاموا مِنَ الفُرش للرحمٰن عُبّادا

ويركبون مطايا لا تملّهمُ

إذا هُم بمنادي الصّبح قد نادى

همُ إذا ما بياض الصبح لاح لهمْ

قالوا من الشوق ليت الليل قد عادا

همُ المُطيعون في الدنيا لسيّدهم

وفي القيامة سادوا كلّ مَنْ سادا

الأرضُ تبكي عليهم حين تفقدهم

لأنّهم جُعلِوا للأرضِ أوتادا [١]

وقد كان لعبادتهم أيضاً أثر كبير في نفوس آخرين ، فقد اهتدىٰ بهم ـ كما في الرواية [٢] ـ اثنان وثلاثون رجلاً من معسكر بن زياد إذ عبروا إليهم ، وقد كانوا بالقُرب من خيامِهم ، وذلك لمَّا استوقفتهم تلك الأصوات الرخيمة التي كانت تعلو


[١] سفينة البحار للقمي : ج ٥ ، ص ٤٥.

[٢] اللهوف : ص ٤١.

نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست