نام کتاب : ليلة عاشوراء في الحديث والأدب نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 111
ب ـ البعد الديني في موقف أصحابه عليهالسلام
وإذا ما تتبّعنا الدوافع التي دفعت
بأنصار الحسين عليهالسلام
للوقوف إلىٰ جانبه ونصرته إلىٰ آخر رمق في حياتهم ، وجدناها دوافع
انبثقت من الشعور بالمسؤولية الشرعية ، والتي تأخذ بأعناقهم جميعاً وتلزمهم
بالتضحية معه مهما كلفهم الأمر.
وقد أفصحت مواقفهم في هذه الليلة عن
نواياهم الصادقة النبيلة ، وعلىٰ طهارة نفوسهم فارتقوا بذلك إلىٰ أرقى
الكمالات النفسية ، إذ لم يمازح أهدافهم تلك أيُ نوعٍ من الأهداف الشخصيةِ ، أو المنافع
المادية ، أو المطامع الدنيوية ، أو حُبُ الجاه والشهرة.
بل كانت غايتهم رضى الله تعالىٰ
ونصر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلمفي شَخص
الحسين عليهالسلام فأصبحوا
مصداقاً لقوله تعالىٰ : (إِنَّهُمْ
فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى
* وَرَبَطْنَا
عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَٰهًا لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا
شَطَطًا)[١].
وإذا أمعنا النظر في أفعالهم وأقوالهم
في هذه الليلة ، وجدناها تُفصحُ عن دوافعهم الإيمانية وشعورهم بالمسؤولية الشرعية
التي لا مناص من الالتزام بها ، وهذا ما كان واضحاً جلياً في كلماتهم التي عاهدوا
فيها الحسين عليهالسلام على الشهادة
حينما أذن لهم بالانصراف ، فمن تلك الكلمات ما يلي :