نام کتاب : سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 206
وضعف حالها ، وقوة
السلطة في ملاحقة من يعارضها ، إنّما هو أداء لدورٍ رسالي يقتضيه الواجب
الاسلامي المقدس في حفظ العقيدة الحقّة من الضياع والانحراف ، وفي ذلك درس
بليغ لنا حقيق بالاقتداء وخليق بالاحتذاء.
وكان للأنصار موقف من السلطة أقلّه
الندم علىٰ البيعة ، وأعلاه الهتاف باسم أمير المؤمنين عليهالسلام
، وأنّىٰ يكون ذلك لولا خروج الزهراء عليهاالسلام
تطلب نصرتهم ، وخطبتها عليهاالسلام
التي ذكّرت فيها وحذّرت.
عن عبدالرحمن بن عوف ، قال : لما بويع
أبو بكر واستقرّ أمره ، ندم قومٌ كثيرٌ من الأنصار علىٰ بيعته ولام بعضهم بعضاً ، وذكروا علي بن أبي طالب عليهالسلام
، وهتفوا باسمه [١].
٤ ـ خطبتا فاطمة عليهاالسلام :
الخطبة الاُولىٰ :
كانت بعد عشرة أيام من وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
وهي خطبة طويلة غاية في الفصاحة والبلاغة والمتانة والشهرة ، قال الاربلي رضياللهعنه : إنّها من محاسن الخطب وبدائعها ، عليها مسحة من نور النبوة ، وفيها عبقة من أرج الرسالة [٢].
وكلام الزهراء عليهاالسلام في هذه الخطبة قد
تناقله المؤرخون والرواة وأرباب الأدب والبلاغة خلفاً عن سلف ، ناهيك عن أن أهل البيت عليهمالسلام وعموم آل أبي طالب كانوا يتناقلونه ويعلمونه أولادهم ، عن زيد بن علي بن الحسين