نام کتاب : زينب الكبرى عليها السلام من المهد الى اللحد نویسنده : القزويني، السيد محمد كاظم جلد : 1 صفحه : 163
واحَسَناه!
واحُسيناه! واضيعتاه بعدك يا أبا عبد الله ... إلى آخره. [١]
ورَوى الشيخ المفيد في كتاب ( الإرشاد )
هذا الخبر بكيفيّة أُخرى وهي :
قال علي بن الحسين [ زين العابدين ] عليهماالسلام :
إنّي جالس في تلك العشيّة التي قُتل أبي
في صبيحتها ، وعندي عمّتي زينب تُمرّضني ، إذ اعتزل أبي في خِباء له [٢]
، وعنده جوين مولى أبي ذرٍ الغفاري ، وهو يعالج سيفه [٣]
ويُصلحه ، وأبي يقول :
يا دهـر أفّ لك من خليل
كم لك بالإشراق والأصيل
مِـن صاحب وطالبٍ قتيل
والدهـر لا يقنـع بالبديل
وإنّمـا الأمـر إلى الجلل
وكلّ حـي سـالكٌ سبيلي
فأعادها مرّتين أو ثلاثاً ، حتّى
فهمتُها ، وعَرفت ما أراد ، فخَنَقتني العبرة ، فرددتها ، ولَزِمتُ السكوت ،
وعلِمت أنّ البلاء قد نزل.
وأمّا عمتي : فإنّها سَمِعت ما سمعتُ ،
وهي إمرأة ، ومن شأنها النساء : الرقّة والجزع ، فلم تِملِك نفسها ، إذ وَثَبت
تجرّ ثوبها ،
[١] كتاب ( الملهوف
على قتلى الطفوف ) للسيد علي بن موسى بن طاووس ، المتوفّى سنة ٦٦٤ هـ ، ص ١٣٩.