نام کتاب : خصائص الائمة(ع) (خصائص امير المؤمنين) نویسنده : السيد الشريف الرضي جلد : 1 صفحه : 102
وقالعليهالسلام
، وقد رجع من صفين ، فأشرف على القبور بظاهر الكوفة فقال :
يا أهل القبور يا أهل التربة ، يا أهل
الغربة ، يا أهل الوحدة ، يا أهل الوحشة ، أما الدور فقد سكنت ، وأما الازواج فقد
نكحت ، وأما الاموال فقد قسمت ، هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم؟ ثم التفت إلى
أصحابه فقال : أما لو أذن لهم في الكلام لاخبروكم : أن خير الزاد التقوى [١].
وقال عليهالسلام
: إن الدنيا دار صدق لمن صدقها ، ودار عافية لمن فهم عنها ، ودار غنى لمن تزود
منها ، ودار موعظة لمن إتعظ بها ، مسجد أحباء الله ، ومصلى ملائكة الله ، ومهبط
وحي الله ، ومتجر أولياء الله ، إكتسوا فيها الرحمة ، وربحوا فيها الجنة ، فمن ذا
يذمها وقد آذنت ببينها ، ونادت بفراقها ، ونعت نفسها وأهلها ، فمثلت لهم ببلائها ،
وشوقتهم بسرورها إلى السرور ، وراحت بعافية ، وابتكرت بفجيعة ، ترغيبا وترهيبا
وتخويفا وتحذيرا ، فذمها رجال غداة الندامة ، وحمدها آخرون يوم القيامة ، ذكرتهم
الدنيا فذكروا وحذرتهم فصدقوا ، ووعظتهم فاتعظوا.
فيا أيها الذام للدنيا المغتر بغرورها ،
بم تذمها؟ أنت المتجرم عليها أم هي المتجرمة عليك؟ متى استهوتك؟ أم متى غرتك؟
أبمصارع آبائك من البلى؟ أم بمضاجع أمهاتك تحت الثرى؟ كم عللت بكفيك؟ وكم مرضت
بيديك؟ تبغى لهم الشفاء ، وتستوصف لهم الاطباء ، لم ينفع أحدهم إشفاقك ، ولم تسعف
فيه بطلبتك ، قد مثلت لك به الدنيا نفسك وبمصرعه مصرعك [٢].
وقال عليهالسلام
: المال والبنون حرث الدنيا ، والعمل الصالح حرث الآخرة وقد يجمعهما لاقوام [٣].
[١] ابن ميثم الكبير
٥ / ٣١٢. ابن ابي الحديد ١٨ / ٣٢٢.