نام کتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 29
الإمام موسى بن جعفر
، وأحد أعلام الأسرة العلوية في عصره ، كان ممّن يقدّس الإمام الجواد عليهالسلام ويعترف له بالفضل والإمامة ، فقد روى
محمد بن الحسن بن عمارة قال : كنت عند عليّ بن جعفر جالساً بالمدينة وكنت أقمت
عنده سنتين أكتب ما سمع من أخيه ـ يعني الإمام أبا الحسن موسى ـ إذ دخل أبو جعفر
محمد بن عليّ الرضا عليهالسلام
مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
فوثب عليّ بن جعفر بلا حذاء ولا رداء ، فقبّل يده وعظّمه ، والتفت إليه الإمام
الجواد قائلاً :
( اجلس يا عمّ رحمك الله .. ).
وانحنى عليّ بن جعفر بكل خضوع قائلاً :
( يا سيدي ، كيف أجلس وأنت قائم .. ؟ ).
وانصرف الإمام الجواد عليهالسلام ورجع عليّ بن جعفر إلى أصحابه فأقبلوا
عليه يوبخونه على تعظيمه للإمام مع حداثة سنّه قائلين له :
أنت عمّ أبيه ، وأنت تفعل به هذا الفعل
.. ؟ ).
فأجابهم عليّ بن جعفر جواب المؤمن بربّه
ودينه ، والعارف بمنزلة الإمامة قائلاً :
( اسكتوا إذا كان الله ـ وقبض على لحيته
ـ لم يؤهل هذه الشيبة ـ يعني الإمامة ـ وأهّل هذا الفتى ، ووضعه حيث وضعه ، نعوذ
بالله ممّا تقولون. بل أنا عبد له .. ) [١].
ودلّل علي بن جعفر على أن الإمامة لا
تخضع لمشيئة الإنسان وإرادته ولا تنالها يد الجعل الإنساني ، وإنما أمرها بيد الله
تعالى فهو الذي يختار لها من يشاء من عباده من دون فرق بين أن يكون الإمام صغيراً
أو كبيراً.
[١] بحار الأنوار :
ج ١٢ ص ١١٧ ، أصول الكافي : ج ١ ص ٣٨٠.
نام کتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 29