نام کتاب : حياة امام محمد الجواد عليه السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 258
وقد فرض عليه الإقامة الجبرية فيها ليكون
على علم بجميع شؤونه وأحواله كما فرض عليه في نفس الوقت الرقابة الشديدة ، وحجبه
من الاتصال بشيعته ، والقائلين بإمامته.
الوشاية بالإمام :
ومن المؤسف حقّاً أن تصدر الوشاية
بالإمام الجواد عليهالسلام
من أبي داود السجستاني الذي كان من أعلام ذلك العصر ، أمّا السبب في ذلك فيعود إلى
حسده للإمام عليهالسلام.
والحسد داء خبيث ألقى الناس في شرّ عظيم
، لقد حقد أبو داود على الإمام كأشدّ ما يكون الحقد وذلك حينما أخذ المعتصم برأيه
في مسألة فقهية وترك بقية آراء الفقهاء ، فتميّز أبو داود غيظاً وغضباً على الإمام
عليهالسلام ، وسعى إلى
الوشاية به ، وتدبير الحيلة في قتله ، وبيان ذلك ما رواه زرقان الصديق الحميم لأبي
داود قال : إنّه رجع من عند المعتصم وهو مغتمّ ، فقلت له : في ذلك .. قال : إنّ
سارقاً أقرّ على نفسه بالسرقة وسأل الخليفة تطهيره بإقامة الحدّ عليه ، فجمع لذلك
الفقهاء في مجلسه ، وقد أحضر محمد بن عليّ عليهالسلام
فسألنا عن القطع في أي موضع يجب أن يقطع؟ فقلت : من الكرسوع [١] لقول الله في التيمّم : ( فامسحوا
بوجوهكم وأيديكم ) واتّفق معي على ذلك قوم ، وقال آخرون : بل يجب القطع من المرفق
، قال : وما الدليل على ذلك؟ قالوا : لأنّ الله قال : ( وأيديكم إلى المرافق ) قال
: فالتفت إلى محمد بن علي عليهالسلام
فقال : ما تقول في هذا يا أبا جعفر؟ قال : قد تكلّم القوم فيه يا أمير المؤمنين
قال : دعني ممّا تكلّموا به ، أي شيء عندك؟ قال : اعفني عن هذا يا أمير المؤمنين ،
قال : أقسمت عليك بالله لما أخبرتني بما عندك فيه ، فقال : إذا أقسمت عليّ بالله
إنّي أقول :