responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جهاد الامام السجّاد نویسنده : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 59

ثالثا : في المدينة

رجع الإمام السجّاد الى المدينة :

ليرى المدينة واجمة ، موحشة من أهله وذويه ، رجالات أهل البيت عليهم‌السلام ، والناس كذلك واجمون ، بعد أن رأوا ركب أهل البيت يرجع ليس فيهم إلاّ علي بن الحسين عليه‌السلام ، وليس معه ألاّ أطفال ونساء!! أما الرجال فقد ذبحوا على يد العصبة الاموية!؟

وإذا لم يتورّع آل اُمية من إراقة دم الحسين سبط رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، هكذا ، وفي وضح النهار ، وهو من هو! فمن سوف يأمن بغيهم وسطوتهم!؟

إنّ الإمام السجاد عليه‌السلام ، وهو الوارث الشرعي لدماء كلّ المقتولين ، الشهداء الذين ذبحوا في كربلاء ، وهو الشاهد الوحيد على كلّ ما جرى في تلك الواقعة الرهيبة ، لابدّ أن عين الرقابة تلاحقه ، وتتربّص به ، وتنظر الى تصرفاته بريبة واتهام.

والناس ـ على عادتهم في الابتعاد والتخوّف من مواضع التهمة ، ومواقع الخطر ـ قد تركوا علي بن الحسين ، وابتعدوا عنه ، حتى من كان يعلن الحبّ لأهل البيت عليهم‌السلام قبل كربلاء ، لم يكد يفصح عن ودّه بعد كربلاء.

وقد عبّر الإمام السجّاد عليه‌السلام عن ذلك بقوله : « ما بمكة والمدينة عشرون رجلا يحبّنا » [١].

وإذا كان عدد الملتزمين بالولاء الصادق لأهل البيت ، في عاصمة الإسلام قليلا الى هذا الحدّ ، فكيف بالبلدان القاصية عن مركز وجود أهل البيت عليهم‌السلام؟!

وقد رجع الإمام السجّاد عليه‌السلام حاملا معه أعباءا ثقالا :

فأعباء كربلاء ، بمآسيها ، وذكرياتها ، وأتعابها ، وجروحها ، والأثقل من كلّ ذلك ( أهدفها ) ونتائجها ، فقد هبط المدينة وهو الوحيد الباقي من رجال تلك المعركة ،

__________________

(١) شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد ( ٤ : ١٤٠ ). ولاحظ الغارات للثقفي (ص ٥٧٣) وبحار الأنوار ( ٤٦ / ١٤٣ ).

نام کتاب : جهاد الامام السجّاد نویسنده : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست