responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جهاد الامام السجّاد نویسنده : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 48

ثانيا : في الأسْر

إنّ البطولة التي أبداها الإمام السجاد عليه‌السلام بعد كربلاء ، وهو في أسر الإعداء ، وفي الكوفة في مجلس أميرها ، وفي الشام في مجلس ملكها ، لا تقلّ هذه البطولة أهميّة ـ من الناحية السياسية ـ عن بطولة الميدان ، وعلى الأقلّ : لا يقف تلك المواقف البطولية من هالته المصارع الدامية في كربلاء ، أو فجعته التضحيات الجسيمة التي قدّمت أمامه ، ولا يصدر مثل تلك البطولات ممّن فضّل السلامة!

نعم ، لا يمكن أن يصدر مثل ذلك إلاّ من صاحب قلب جسور ، صلب يتحمّل كلّ الآلام ، ويتصدى لتحقيق كلّ الآمال ، التي من أجلها حضر في ميدان كربلاء من حضر ، وناضل من ناضل ، واستشهد من استشهد ، والآن يقف ـ ليؤدّي دورا آخر ـ من بقي حيّا من أصحاب كربلاء ، ولو في الأسر!

إن الدور الذي أدّاه الإمام السجاد عليه‌السلام ، بلسانه الذي أفصح عن الحق ببلاغة معجزة ، فأتم الحجة على الجميع ، بكل وضوح ، وكشف عن تزوير الحكّام الظالمين ، بكل جلاء ، وأزاح الستار عن فسادهم وجورهم وانحرافهم عن الإسلام ، إن هذا الدور كان أنفذ على نظام الحكم الفاسد ، من أثر السيف واحد ، يجرّده الإمام في وجه الظلمة ، إذ لم يجد معينا في تلك الظروف الصعبة!.

لكنّه كان الشاهد الوحيد ، الذي حضر معركة كربلاء بجميع مشاهدها ، من بدايتها ، بمقدّماتها وأحداثها وملابساتها وما تعقّبها ، وهو المصدّق الأمين في كل ما يرويه ويحكيه عنها.

فكان وجوده استمرارا عينيّا لها ، وناطقا رسميّا عنها.

مع أن وجوده ، وهو أفضل مستودع جامع للعلوم الإلهية بكلّ فروع : العقيدة ، والشريعة ، والأخلاق ، والعرفان ، بل المثال الكامل للإسلام في تصرفاته وسيرته وسنته ، والناطق عن القرآن المفسّر الحيّ لآياته ، إن وجوده ـ حيّا ـ كان أنفع للإسلام وانجع للمسلمين في ذلك الفراغ الهائل ، والجفاف القاتل ، في المجتمع الإسلامي.

كان وجوده أقضّ لمضاجع أعداء الإسلام من ألف سيف وسيف ، لأن الإسلام إنّما

نام کتاب : جهاد الامام السجّاد نویسنده : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست