لقد حضر الإمام السجّاد علي بن الحسين ،
في معركة كربلاء ، الى جنب والده الإمام الحسين عليهالسلام
، وهذا ما تذكره كلّ المصادر بلا استثناء.
ويرد في مصادر
الوقعة ، اسم « علي بن الحسين » في بعض مقاطع رحلة الإمام الحسين عليهالسلام في طريقه الى الشهادة ، وفي بعض الحديث
بينه وبين ولده « عليّ ».
ولم يحدّد المقصود من « علي » هذا ، هل
هو السجّاد عليهالسلام أو أخوه «
علي » الشهيد عليهالسلام؟
وقد اشتهر
أنّه هو الشهيد ، لكنّ ذلك غير مؤكد ، فلعلّ الذي ورد ذكره ، هو الإمام السجّاد عليهالسلام[١].
والدلالات النضالية في هذا الحضور من
وجوه :
أولاً : إن هناك نصوصا تاريخية تدل على
أن الإمام السجاد عليهالسلام
قد قاتل يوم عاشوراء وناضل الى أن جرح ، وهي :
النص
الأول : ما جاء في أقدم نصّ مأثور عن أهل
البيت عليهمالسلام في ذكر
أسماء من حضر مع الحسين عليهالسلام
، وذلك في كتاب « تسمية
من قتل[٢]مع الحسين عليهالسلام
من أهل بيته وإخوته وشيعته » الذي جمعه
المحدّث الزيدي الفضيل بن الزبير ، الأسدي ، الرسّان ، الكوفي ، من أصحاب الإمامين
الباقر والصادق عليهماالسلام[٣].
__________________
(١) لاحظ شرح الأخبار للقاضي
( ٣ : ٢٦٥ ـ ٢٦٦ ) والإرشاد للمفيد (٢٥٣) وانظر السرائر لابن إدريس ( ١ : ٦٥٥ ) ،
ولاحظ تواريخ النبي والآل للتستري ( ص ٣٠ ـ ٣٢ ).
[٢] كذا في ما نقل
عن هذا الكتاب في مصادره ، لكنّي أظنّ أن الكلمة هي ( قاتل ) لأنّ المذكورين لم
يقتلوا جميعا ، بل في بعض المذكورين من اسر ، ومن فرّ ، ومن قتل قبل كربلاء ،
فلاحظ مقدّمتنا للطبعة الثانية لهذا الكتاب ، الذي نقوم بإعداده بعون الله.
[٣] نشر هذا الكتاب
، بتحقيقنا ، في مجلة ( تراثنا ) الفصلية التي تصدرها مؤسسة آل البيت عليهمالسلام لأحياء التراث في قم سنة (١٤٠٦) وقد
ذكرنا سنده وترجمة مؤلّفه بتفصيل واف. والكتاب مذكور في الامالي الخميسية للمرشد
بالله ( ١ : ١٧٠ ـ ١٧٣ ) والحدائق الوردية للمحلي ج١ ص ١٢٠.