responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جهاد الامام السجّاد نویسنده : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 173

فابتعدوا عنهم ، وأقلّ آثار ذلك هو الحرمان من تعاليمهم القيمة ، والتردّي في ظلمات الجهل والانحراف.

وبما أن اولئك المتظاهرين كانوا يمثلون في أنظار الناس بمنزلة علماء زهّاد ، فأن استمرارهم على تلك الحالة الانحرافية كان يغري الناس البسطاء بصحة سلوكهم المنحرف ، وتفكيرهم الخاطيء فكان على الإمام زين العابدين عليه‌السلام أن يصدّهم ، إرشادا لهم ، وإيقافا للاُمّة على حقيقة أمرهم ، وكشفا لانحرافهم وخطئهم في السلوك والمنهج :

فموقفه من عبّاد البصرة ، الذين دخلوا مكّة للحجّ ، وقد اشتدّ بالناس العطش لقلة الغيث ، قال أحدهم : « ففزع إلينا أهلُ مكة والحجّاج يسألوننا أن نستسقي لهم »؟!

والكلام الى هنا يدل على مدى اهتمام الناس بهؤلاء العبّاد!

قال : فأتينا الكعبة وطفنا بها ، ثم سألنا الله خاضعين متضرّعين بها ، فمنعنا الإجابة ، فبينما نحن كذلك إذا نحن بفتى قد أقبل ، وقد أكربته أحزانه ، وأقلقته أشجانه ، فطاف بالكعبة أشواطا ، ثم أقبل علينا ، فقال :

يا مالك بن دينار ، ويا ... ويا ...

وذكر الإمام عليه‌السلام أسماءهم كلّهم ، بحيث يبدو أنه يريد أن يعرفهم للناس بأعيانهم!

قال الراوي : فقلنا : لبيك وسعديك ، يا فتى!

فقال : أما فيكم أحد يحبّه الرحمن؟

فقلنا : يا فتى ، علينا الدعاء وعليه الإجابة!

فقال : أبعدوا عن الكعبة ، فلو كان فيكم أحد يحبّه الرحمن لأجابه!

ثم أتى الكعبة ، فخرّ ساجدا ، فسمعته يقول في سجوده : « سيّدي بحبّك لي إلاّ سقيتهم الغيث ».

قال : فما استتمّ الكلام حتى أتاهم الغيث كأفواه القرب!

قال الراوي : فقلت : يا أهل مكة ، من هذا الفتى؟

قالوا : علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام [١].

__________________

(١) الاحتجاج ( ٣١٦ ـ ٣١٧ ) وبحار الأنوار ( ٤٦ : ٥٠ ـ ٥١ ).

نام کتاب : جهاد الامام السجّاد نویسنده : الحسيني الجلالي، السيد محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست