وإذا كان من
أهم واجبات المصلح ، وخاصّة الإلهي ، مقاومة الفساد ، ومحاربة المفسدين في الأرض ،
فإنّ الإمام زين العابدين عليهالسلام
قام بدور بارز في أداء هذا المهمّ.
وقد تميّز عصر
الإمام عليهالسلام ، بمشاكل
اجتماعيّة من نوع خاصّ ، وقد تكون موجودة في كثير من الأوقات ، إلاّ أنّ بروزها في
عصره كان واضحا ، ومكثّفا ، كما أنّ الإمام زين العابدين قام بمعالجتها بأسلوبه
الخاصّ ، مما أعطاها صبغة فريدة ، تميّزت في نضال الإمام عليهالسلام ، أهمها :
١ ـ مشكلة العصبيّة ، والعنصريّة.
٢ ـ مشلكة الفقر العام.
٣ ـ مشكلة الرقّ والعبيد.
ولنبحث عن كل واحدة ، وموقف الإمام عليهالسلام في معالجتها :
١ـ مقاومة العصبيّة
والعنصريّة :
إن الأمويين ـ بعد إحكام قبضتهم على
الحكم ـ اعتمدوا سياسة التفرقة العنصرية بين طوائف الأمة ، والعصبية القبليّة بين
مختلف طبقاتها ، محاولين بذلك تفتيت المجتمع الإسلامي ، وتقطيع أواصر الوحدة بين
أفراد الأمة الإسلامية ، تلك الوحدة التي شرّعها الله بقوله تعالى : ( إِنَّ هَذِهِ
أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً * وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ
) [ سورة
الأنبياء : «٢١» الآية : ٩٢ ].
ودفعا لها على
التفرّق الذي نهى عنه الله بقوله تعالى : ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ
اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ )
[ سورة آل عمران : «٣» الآية : ١٠٣ ].
حتى وصل الأمر الى : أنّه تتابع فخر
النزاريّة على اليمنيّة ، وفخر اليمنيّة على النزاريّة ، حتى تخرّبت البلاد ،
وثارت العصبيّة في البدو والحضر ـ كما يقول المسعودي ـ [١].