أمير المؤمنين؟ أ ما جعل أمر خلافة اللّه شورى؟ أما لفق من
باطل القول زخرفا و غرورا؟ أ ما أسند إلى النبيّ الامّيّ: «ما تركناه صدقة» بزوره
و كذبه؟ فلعن اللّه الكاذب في جدّه و لعبه، فهو زعيم الفتنة و رأسها، و أصل المحنة
و أساسها، و المصلّي و السابق في الجمل و صفّين، و القائد و السائق في قتل ذرّيّة
سيّد المرسلين.
فما قام ثالث القوم إلّا
لمشورته و إشارته، و لا تجرّى ابن حرب على حرب أمير المؤمنين إلّا بوصيّته و
إرادته، و لا سفك دم السبط الشهيد إلّا و هو مثبت في صفحات صحيفته، و طامته في
الظلم عالية، و بدعته في الغيّ غالية، و الشيطان يسوق الناس إلى اتّباعه، و هو في
الحقيقة من بعض جنده و أتباعه، و تجرّأت عصبته على المؤمنين بكلّ ناد، و رمتهم عن
قوس واحدة دون العباد، حتى لقد برح الخفاء، و انقطع الرجاء.
اللّهمّ العنه و أشياعه
و أتباعه و محبّيه و المائلين إليه، و المتّفقين عليه، و المعتقدين لإمامته، و
الناهضين بأجنحته، و المستنّين بسنّته، و المتسمين بسمته، الّذين اسّس على الباطل
دينهم، و فصل من ينبوع الشرع معينهم، و بنيت على غير تقوى اللّه مساجدهم، و شيّدت
بعداوة أهل بيت رسول اللّه مشاهدهم، كلّ منهم في ثوبه ضلّ عابس، و في بدنه قلب
حامس، إذا عاينتهم يروقك عيانهم، و إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم، كأنّهم خشب مسنّدة،
أو صور على الجدران مجسّدة، إذا تليت عليهم سورة هل أتى تلت وجوههم عبس و تولّى، و
إذا قرأت عليهم آية النجوى حقّت عليهم كلمة العذاب و البلوى.
مساجدهم بواطن الفجّار،
و مدارسهم معادن الأشرار، فهم الوجوه الخاشعة العاملة الناصبة، و الطائفة المارقة
الزاهقة الكاذبة، يسندون كلّ منكر