حتى لو أراد رجل أن ينفذ من تحتها نفذ، فدنوت منها و قلت: يا
سيّدتي و مولاتي، إنّ اللّه سبحانه بعث أباك رحمة فلا تكوني نقمة، فرجعت الحيطان
حتى سطعت الغبرة من أسفلها فدخلت في خياشيمنا[1].
في الصحيحين[2]: أنّ عليّا
عليه السلام قال لفاطمة: إنّي أشتكي ممّا أندأ بالقرب.
فقالت: و اللّه و أنا
أشتكي يديّ ممّا أطحن بالرحى، و كان قد اتي النبي صلّى اللّه عليه و آله بسبي،
فأمرها أمير المؤمنين عليه السلام أن تمضي إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و
تطلب منه جارية، فدخلت على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّمت و رجعت، فقال
أمير المؤمنين عليه السلام: مالك؟
فقالت: و اللّه ما
استطعت أن اكلّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من هيبته، فانطلق عليّ معها،
فقال لهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: لقد جاءت بكما إليّ حاجة.
فقال أمير المؤمنين
لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: إنّ فاطمة قد طحنت بالرحى حتى مجلت كفّاها، و
قمّت البيت حتى دكنت ثيابها، و خبّره بمرادهما.
فقال رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله: اريد أن أبيعهم و أنفق أثمانهم على أهل الصفّة، و علّمها تسبيح
الزهراء.
و عن أبي بكر الشيرازي[3]: أنّها
لمّا ذكرت حالها للرسول بكى صلّى اللّه
[1] مناقب ابن شهرآشوب: 3/ 338- 340، عنه البحار:
43/ 46 ح 46، و عوالم العلوم:
11/ 156 ح 6 صدره.
[2] كذا في المناقب، و في الأصل: كتاب الشيرازي: و
في الصحيحين.