قال: فخلع قميصه و قال:
برّأني اللّه من ذلك كما برّأني من قميصي[1].
اللّهمّ العن عمروا و
أبا موسى، و من أشار بتحكّمهما، و رضي بحكمهما، و صوّب اجتهادهما، و حسّن رأيهما،
و شكّ في نفاقهما، و حصّر لعنهما، إنّك أشدّ بأسا و أشدّ تنكيلا.
[رجوع أمير المؤمنين
عليه السلام بعد التحكّم إلى الكوفة]
و لمّا رجع أمير المؤمنين
عليه السلام بعد التحكّم إلى الكوفة اجتمعت الفرقة المارقة عن الايمان، أهل الزيغ
و البهتان، و قالوا: إنّ عليّا قد حكم في دين اللّه، و كلّ من حكم في دين فقد كفر،
لقوله سبحانه: (وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ
هُمُ الْكافِرُونَ)[2] و دخلت عليهم
الشبهة في ذلك، فهم الضالّون المضلّون الّذين قال اللّه فيهم: (قُلْ هَلْ
نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا)- قال أمير المؤمنين لمّا سئل عن معناها:
هم أهل حروراء، ثمّ قال:- (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ
الدُّنْيا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً)- في قتال أمير
المؤمنين عليه السلام- (أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَ لِقائِهِ
فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً ذلِكَ
جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا)- بولاية عليّ بن أبي طالب- (وَ اتَّخَذُوا
آياتِي- القرآن- و رسلي- يعني محمّدا- هُزُواً)[3] و استهزءوا[4] بقوله صلّى
اللّه عليه و آله: من كنت مولاه فعليّ مولاه.
[1] مناقب ابن شهرآشوب: 3/ 181- 182، عنه البحار:
33/ 311- 312 ح 562.
و انظر: تاريخ اليعقوبي: 2/ 190،
و مروج الذهب: 2/ 403.