أقول: إنّ هذه الجملة المعترضة الّتي قرّرتها، و الأبيات
المسطّرة الّتي ذكرتها، ليست من ملازمات المجالس المذكور، و لا من غصون المقصد
المذكور، لكن لما صبّت الصبابة شابيبها على قلبي، و أضرمت الكابة لهيبها في لبّي،
و ذلك لما ألقى اللّه على لسان الحائد عن الحقّ، و نطق به الجاحد من الصدق، و شهد
بما هو حجّة عليه في الدنيا و الاخرى، فصار و من انتمى إليه نحري اللّه أحقّ و
أحرى، أوحى جناني إلى لساني، و ألقى بياني على بناني، هذه الكلمات المحلّاة
بترصيعي و تسجيعي، و الأبيات المستمعة بمعاني بياني و بديعي، فصارت كالعقد في صدر
الخريدة، أو العهد في صدر الجريدة.
[ما حدث لمن لعن أو شتم عليّا عليه السلام]
و لنرجع إلى تمام
المجالس الموعود، و اللّه المستعان على كلّ جبّار كنود.
الحسين بن علي بن الحسين
بن علي بن أبي طالب عليهم السلام: كان إبراهيم بن هاشم المخزومي واليا على
المدينة، و كان يجمعنا كلّ يوم جمعة قريبا من المنبر و يشتم عليّا عليه السلام،
فلصقت بالمنبر فأغفيت، فرأيت القبر قد انفرج فخرج منه رجل عليه ثياب بيض، فقال لي:
يا أبا عبد اللّه، أ لا يحزنك ما يقول هذا؟