جدّهم أكرم مبعوث، و خير
مرسل، و أشرف مبعوث بالمجد الأعبل[1]، و الشرف
الأطول، لم يضرب فيه فاجر، و لم يسهم فيه عاهر، نقله اللّه من الأصلاب الفاخرة إلى
الأرحام الطاهرة، و اختصّه بالكرامات الباهرة، و المعجزات الظاهرة، و نسخ الشرائع
بشريعته، و فسخ المذاهب بملّته، أقام به الاسلام و شدّ أزره[2]، و أوضح به الايمان و أعلا أمره، و
جعله مصباحا لظلم الضلال، و مفتاحا لما استعلن من الأحكام، و أحيا به السنّة و
الفرض، و جعله شفيع يوم الحشر و العرض، و أسرى به إلى حضيرة قدسه، و شرّفه ليلة
الاسراء بخطاب نفسه، فهو أشرف الموجودات، و خلاصة الكائنات، أقسم ربّنا بحياته، و
جعله أفضل أهل أرضه و سماواته، و أزلفه بقربه، و اختصّه بحبّه، فهو سيّد المرسلين،
و إمام المتّقين، و خاتم النبيّين، النبيّ المهذّب، و المصطفى المقرّب، الحبيب
المجيب، و الأمين الأنجب.
صاحب الحوض و الكوثر، و
التاج و المغفر، و الخطبة و المنبر، و الركن و المشعر، و الوجه الأنور، و الجبين
الأزهر، و الدين الأظهر، و الحسب الأطهر، و النسب الأشهر، محمد سيّد البشر،
المختار للرسالة، الموضح للدلالة، المصطفى للوحي و النبوّة، المرتضى للعلم و
الفتوّة.
صاحب الفضل و السخاء، و
الجود و العطاء، و المذاكرة و البكاء،
[1] العبل: الضخم من كلّ شيء. و أعبل: غلظ و
ابيضّ.« لسان العرب: 11/ 420- عبل-».