و قال النبيّ صلّى اللّه
عليه و آله: يؤمّ القوم أقرأهم لكتاب اللّه، فسقط عمر.
ثمّ أجمعوا على قول
النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: الأئمّة من قريش، فسقط ابن مسعود و زيد، و بقي علي
و ابن عبّاس إذ كانا عالمين فقيهين قرشيّين فأكبرهما سنّا و أقدمهما هجرة علي،
فسقط ابن عبّاس و بقي عليّ أحقّ بالإمامة بالاجماع.
و كانوا يسألونه و لا
يسأل هو أحدا. و قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: إذا اختلفتم في شيء فكونوا مع
عليّ بن أبي طالب عليه السلام[1].
قال صاحب كشف الغمّة رضي
اللّه عنه كلاما معناه: انّ الجاحظ كان عثمانيّا شديد الانحراف عن أمير المؤمنين،
و لكنّ اللّه ألقى على لسانه الحقّ، و الفضل ما شهدت به الأعداء، و لو كان مع هذا
الاعتراف معتقدا فضل أمير المؤمنين باطنا ظاهرا تاركا لطريق التعصّب و الضلال،
مستمسكا بدليل العقل و النقل لكان من أسعد الخلق، و هذا الكلام حجّة عليه فقد
يهتدي به، و يحتجّ بصحّة استنباطه، و يستضيء بواضح أدلّته من ليس له قدرة على
استنباط الأدلّة من مظانّها، فيكون ذلك سببا لتصحيح عقيدته، و إزاحة شكّه، فيكون
من الفائزين المنتظمين في سلك أصحاب السعادة الدائمة، نعوذ باللّه من سلوك طريق
الهوى، و التسايب عن سبيل الهدى.