فقدم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله النعمان بن الحارث
الفهري[1]، فقال: يا
محمد، أمرتنا عن اللّه أن نشهد أن لا إله إلّا اللّه، و أنّك رسول اللّه، و أمرتنا
بالجهاد و الصوم و الصلاة و الزكاة فقبلنا، ثم لم ترض حتى فضّلت هذا الغلام، فقلت:
من كنت مولاه فعليّ مولاه، فهذا شيء منك أو أمر من اللّه؟
فقال رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله: و اللّه الذي لا إله إلّا هو انّ هذا من اللّه.
فولّى النعمان بن الحارث
و هو يقول: (اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ
فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أَوِ ائْتِنا بِعَذابٍ أَلِيمٍ)[2] فرماه اللّه
بحجر على رأسه فقتله، و أنزل اللّه تعالى (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ
لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ)[3][4].
و روي أنّه في الحال قام
يريد راحلته فرماه اللّه بحجر قبل أن يصل إليها.
و روي أنّ رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله لمّا فرغ من غدير خمّ و تفرّق الناس اجتمع نفر من قريش
يتأسّفون على ما جرى، فمرّ بهم ضبّ، فقال بعضهم:
ليت محمدا أمّر علينا
هذا الضبّ دون عليّ.
[1] في المناقب: الحارث بن النعمان الفهري- و في
رواية: أبي عبيد جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدريّ.
و في التبيان أنّ السائل هو:
النضر بن كلدة، و في المجمع: النضر بن الحارث بن كلدة.