يرمى بالحجارة و هو على فراش رسول اللّه صلّى اللّه عليه و
آله، و أبو بكر مختف بالغار، و عليّ ظاهر للكفّار.
و استخلفه الرسول لردّ
الودائع لأنّه كان أمينا، فلمّا أدّاها قام صلوات اللّه عليه على سطح الكعبة،
فنادى بأعلى صوته: يا أيّها الناس، هل من صاحب أمانة؟ هل من صاحب وصيّة؟ هل من
صاحب عدة له قبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله؟ فلمّا لم يأت أحد لحق بالنبيّ
صلّى اللّه عليه و آله[1].
[أنّ الرسول صلّى
اللّه عليه و آله أسّس مسجده بقبا]
فنزل معه على كلثوم[2]، و كان أبو
بكر في بيت خبيب[3] بن إساف،
فأقام النبيّ صلّى اللّه عليه و آله بقبا يوم الاثنين و الثلاثاء و الأربعاء و
الخميس، و أسّس مسجده، و صلّى يوم الجمعة في المسجد الّذي ببطن الوادي- وادي
رانوقا[4]- فكانت أوّل
صلاة صلّاها بالمدينة، ثمّ أتاه غسّان بن مالك و عبّاس بن عبادة في رجال من بني
سالم، فقالوا: يا رسول اللّه، أقم عندنا في العدّة و العدد و المنعة.
فقال صلّى اللّه عليه و
آله: خلّوا سبيلها، فإنّها مأمورة- يعني ناقته-، ثمّ
[1] مناقب ابن شهرآشوب: 2/ 57- 58، عنه البحار:
38/ 289.
و هو كلثوم بن هدم بن امرئ القيس
بن الحارث بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، كان يسكن قباء، و يعرف بصاحب رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و كان شيخا كبيرا، و أسلم قبل وصول النبي صلّى اللّه
عليه و آله إلى المدينة، توفّي قبل بدر بيسير، و قيل: إنّه أوّل من مات من أصحاب
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.« اسد الغابة: 4/ 253».
[3] كذا الصحيح، و في الأصل و المناقب: حبيب- و هو
تصحيف-.
و هو خبيب بن إساف؛ و قيل: يساف،
ابن عنبة بن عمرو الأنصاري الخزرجي: شهد بدرا و احدا و الخندق، و كان نازلا
بالمدينة و تأخّر إسلامه حتى سار النبيّ صلّى اللّه عليه و آله إلى بدر، فلحق
النبيّ صلّى اللّه عليه و آله في الطريق فأسلم.« اسد الغابة: 1/ 368، و ج 2/ 101-
102».