responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس نویسنده : الكركي الحائري، السيد محمد    جلد : 1  صفحه : 125

عجّلت عقوبته، و إذا افتقر أو أصابته خصاصة قال: مرحبا بشعار الصالحين‌[1][2].

فكذلك الأنبياء و الأولياء يسرّهم ما ينزل بهم من البلاء، و يفرحون بما امتحنوا به من الابتلاء، راحة أرواحهم فيما فيه رضى خالقهم، و لذّة أنفسهم فيما يمتحنهم اللّه به في أموالهم و أجسادهم، و ما يختاره من فيض ثمرات قلوبهم و أحفادهم، فلا يغرّنّكم الشيطان بغروره، و لا يفتننّكم مروره فيلقي في روعكم، و يوسوس في صدوركم.

إنّ ما أصاب من كان قبلكم من الأنبياء و المرسلين، و الأولياء و الصالحين، في الدار الفانية و الحياة البالية، من جاهد البلاء و شدّة اللأواء، و الامتحان بجهاد الأعداء، هوانا بهم على خالقهم، و هظما لهم لدى بارئهم، بل أنزل بهم البأساء و الضرّاء، و وجّه إليهم محن دار الفناء، من سقم الأجساد، و تحمّل الأذى من أهل الجحود و العناد، فتحمّلوا المشاقّ في ذاته من أداء الفرائض و النوافل، و صبروا على جهاد أعدائه من أهل الزيغ و الباطل، يسوقون العباد بسوط وعظهم إلى غفران ربّهم، و يجذبون النفوس بصوت لفظهم إلى منازل قربهم، لا توحشهم مخالفة من خالفهم، و لا يرهبهم عناد من عاندهم، بل يصدعون بالحقّ، و يقرعون بالصدق، و يوضحون الحجّة، و يهدون إلى المحجّة، لا يزيدهم قلّة الأنصار إلّا تصميما في عزائمهم، و لا يكسبهم تظافر الأشرار إلّا شدّة لشكائمهم، ليس في قلوبهم جليل إلّا جلاله، و لا في أعينهم جميل إلّا


[1] أي علامتهم.« مجمع البحرين: 3/ 349- شعر-».

[2] تفسير القمّي: 1/ 200، عنه البحار: 13/ 340 ح 16، و ج 67/ 199.

و رواه في الكافي: 2/ 263 ح 12، عنه البحار: 72/ 15 ح 14.

و أورده في إرشاد القلوب: 156.

نام کتاب : تسلية المُجالس وزينة المَجالس نویسنده : الكركي الحائري، السيد محمد    جلد : 1  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست