نام کتاب : العباس بن علي عليهما السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 94
والإيمان ، والذي ما
فكّر إلاّ بتوزيع خيرات الله على البؤساء والمحرومين ، وإشاعة الحقّ والعدل بين
الناس.
ولمّا أحسّ الإمام بلذع السيف علت على
شفتيه ابتسامة الرضا والظفر ، وراح يقول :
« فزت وربّ الكعبة .. ».
لقد فزت يا إمام المصلحين ، فقد وهبت
حياتك لله وجاهدت في سبيله جهاد المنيبين والمخلصين.
لقد فزت يا إمام المتّقين لأنّك في طيلة
حياتك لم توارب ولم تخادع ولم تداهن ، ومضيت على بصيرة من أمرك مقتدياً بسيّد
المرسلين ابن عمّك صلّى الله عليه وعليك ، فكان ذلك حقاً هو الفوز العظيم.
لقد فزت أيّها الإمام الحكيم لأنّك خبرت
الدنيا ، وعرفتها دار فناء وزوال فطلّقتها ثلاثاً ، وأعرضت عن زينتها ومباهجها
واتجهت صوب الله فعملت كل ما يرضيه ، وما يقربك إليه زلفى.
وحُمل الإمام إلى منزله ، وقد فاضت عيون
الناس بالدموع وتقطّعت النفوس ألماً وحزناً ، وكان الإمام هادىء النفس قرير العين
، قد تعلّق قلبه بالله ، وهام في مناجاته ، وقد سأله مرافقة الأنبياء والأوصياء ، وأخذ
يلقي نظراته على أولاده ، وخصّ ولده أبا الفضل بالعطف والحنان ، واستشفّ من وراء
الغيب انّه ممن يرفع رايه القرآن ، ويقوم بنصرة أخيه ريحانة رسول الله المنافح الأول
عن رسالة الإسلام.
وصايا خالدة :
ولما شعر الإمام العظيم بدنّو أجله
المحتوم أخذ يوصي أولاده
نام کتاب : العباس بن علي عليهما السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 94