نام کتاب : العباس بن علي عليهما السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 88
على ذلك أنّه لم تكن
هناك رقابة ولا مباحث في جيش الامام على من يتّصل بمعسكر معاوية فقد كان الطريق
مفتوحاً ، وجرت اتصالات مكثّفة بين معاوية والأشعث وغيره من قادة الجيش العراقي ، وقدم
لهم معاوية الرشوات ، ومنّاهم بالمراتب العالية ، وبالمزيد من الأموال إن استجابوا
لدعوته.
وعلى أيّ حال فقد أُرغم الإمام على قبول
التحكيم ، فقد أحاطت به قطعات من جيشه وقد شهرت عليه السيوف والرماح وهي تنادي : «
لا حكم إلاّ لله » واتّخذوا هذا النداء شعاراً لتمرّدهم ، ووقوفهم ضدّ الامام ، وسرعان
ما أصبحوا حركة ثورية ، ومصدر قلق مثير للفتن والاضطراب.
وعلى أيّ حال فقد جهد الإمام بنفسه
ورسله على إقناعهم ، وإرجاعهم إلى طريق الحقّ والصواب ، فلم يتمكّن ، ورأى أنّهم
جادّون على مناجزته والإطاحة بحكومته ، فاستجاب لهم ، وأوعز إلى قائد قوّاته
العسكرية الزعيم مالك الأشتر بالانسحاب عن ساحة الحرب ، وإيقاف العمليات العسكرية
، وكان قد أشرف على الفتح فلم يبق بينه وبين الاستيلاء على معاوية سوى مقدار حلبة
شاة ، ورفض مالك الاستجابة وأصرّ على مزاولة الحرب إلاّ أنّه أخبر بأنّ الإمام في
خطر ، وان المتمرّدين قد أحاطوا به ، فاضطرّ إلى إيقاف الحرب ، وبذلك فقد تمّ ما
أراده معاوية من الإطاحة بحكومة الإمام ، وكتب له في تلك اللحظات النصر على الإمام
، وقد انتصرت معه الوثنية القرشية كما يقول بعض الكتّاب والمحدثين.
التحكيم :
وتوالت المحن والأزمات على الإمام يتبع
بعضها بعضاً ، وانكشفت خفايا هؤلاء العملاء المتمرّدين ، فقد أصرّوا على انتخاب أبي
موسى
نام کتاب : العباس بن علي عليهما السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 88