نام کتاب : العباس بن علي عليهما السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 138
الحرب ، وأيقن
الطاغية بالهلاك إذ لم يكن يأوي إلى ركن شديد.
حرب الأعصاب :
وأمعن الطاغية في أقرب الوسائل ، وأكثرها
ضماناً لإنقاذه فرأى أن لا طريق له سوى حرب الأعصاب ، ونشر الدعايات الكاذبة ، وكان
عالماً بتأثيرها على نفوس الكوفيين ، فأوعز إلى عملائه من أشراف الكوفة ووجوهها أن
يندسّوا بين صفوف جيش مسلم ، فيذيعون الإرهاب ، وينشرون الخوف ، وانطلق العملاء
بين قطعات جيش مسلم ، فأخذوا يبثّون الأراجيف والكذب ، وتناولت دعاياتهم ما يلي :
أ ـ تهديد أصحاب مسلم بجيوش أهل الشام ،
وانّها سوف تنكل بهم إن بقوا مصرّين على متابعة مسلم.
ب ـ ان الحكومة سوف تقطع مرتباتهم
وتحرمهم من جميع مواردهم الاقتصادية.
ج ـ إن الدولة ستزجّ بهم في مغازي أهل
الشام.
د ـ إن الحكومة ستعلن فيهم الأحكام
العرفية ، وتسوسهم بسياسة زياد بن أبيه التي تحمل اشارات الموت والدمار.
وكانت هذه الاشاعات كالقنابل على رؤوسهم
، فقد انهارت أعصابهم واضطربت قلوبهم ، وجبنوا كأبشع ما يكون الجبن ، وولّوا
منهزمين على أعقابهم ، وهم يقولون :
« ما لنا والدخول بين السلاطين .. ».
ولم يمض قليل من الوقت حتى فرّ معظمهم ،
وبقي ابن عقيل مع جماعة قليلة وقصد بهم نحو الجامع الأعظم ليؤدّي صلاة العشائين ، ففرّوا
نام کتاب : العباس بن علي عليهما السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 138