نام کتاب : العباس بن علي عليهما السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 135
اعتقال هانئ
:
وقدم ابن زياد على أخطر عملية كُتب له
فيها النجاح لتنفيذ مخططاته ، فقد قام باعتقال هانئ بن عروة سيد الكوفة ، والزعيم الأوحد
لقبائل مذحج التي كانت تشكّل الأكثرية الساحقة من سكّان الكوفة ، وقد أشاع بذلك
موجة من الخوف والإرهاب عند جميع الكوفيين ، كما وجّه ضربة قاسية ومدمّرة للثورة
فقد استولى الرعب والفزع على انصار مسلم ، ومنوا بهزيمة نفسية ساحقة وعلى أي حال
فان هانئ حينما مثل أمام الطاغية استقبله بشراسة وعنف وطلب منه بالفور تسليم ضيفه الكبير
مسلم ، فأنكر هانئ أن يكون عنده لأنّه أحاط أمره بكثير من السرية والكتمان ، فأمر
ابن زياد بإحضار الجاسوس معقل ، فلما حضر سقط ما في يد هانئ وأطرق برأسه إلى الأرض.
ولكن سرعان ما سيطرت شجاعته على الموقف ، فانتفض كالأسد ساخراً من ابن زياد
ومتمرداً على سلطته ، فامتنع كأشدّ ما يكون الامتناع من تسليم ضيفه إليه لأنّه
بذلك يسجّل عاراً وخزياً عليه ، فثار الطاغية في وجهه ، وثم أمر غلامه مهران أن
يدنيه منه ، فأدناه ، فاستعرض وجهه المكرم بالقضيب ، وضربه ضرباً عنيفاً حتى كسر
أنفه ، ونثر لحم خدّيه وجنبيه على لحيته حتى تحطّم القضيب ، وسالت الدماء على
ثيابه ، ثم أمر باعتقاله في أحد بيوت القصر.
انتفاضة مذحج
:
ولمّا شاع اعتقال هانئ اندفعت قبائل
مذحج نحو قصر الامارة ، وقد قاد جموعها الانتهازي القذر عمرو بن الحجاج ، وهو من
أذناب السلطة
نام کتاب : العباس بن علي عليهما السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 135