نام کتاب : العباس بن علي عليهما السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 133
وعرفه بعض من كان خلفه فصاح بالجماهير :
« انّه ابن مرجانة ، وربّ الكعبة .. ».
وكان ذلك الصاعقة على رؤوسهم فولّوا
منهزمين إلى دورهم ، وقد ملئت قلوبهم خوفاً ورعباً ، وبادر الطاغية نحو القصر
فاستولى على المال والسلاح ، وأحاط به عملاء الأمويين أمثال عمر بن سعد وشمر بن ذي
الجوشن ، ومحمد بن الأشعث وغيرهم من وجوه الكوفة فجعلوا يحدثونه عن الثورة ، ويعرفونه
بأعضائها البارزين ، ويضعون معه المخططات الرهيبة للقضاء عليها.
ولمّا أصبح الصبح جمع ابن مرجانة الناس
في المسجد الأعظم ، فأعلمهم بولايته على مصرهم ، ومنّى أهل الطاعة بالصلة ، وأهل
المعصيّة بالعقاب الصارم ثم عمد إلى نشر الخوف والإرهاب بين الناس ، وقد أمسك
جماعة لم يجر معهم أي تحقيق فأمر بإعدامهم ، وملأ السجون بالمعتقلين ، واتخذ من
ذلك وسيلة للسيطرة على البلاد.
ولمّا علم مسلم بقدوم ابن مرجانة ، وما
قام به من الأعمال الإرهابية تحوّل من دار المختار إلى دار الزعيم الكبير هانئ بن
عروة ، وهو سيّد الكوفة ، وزعيمها المطاع ، وقد عرف بالولاء والمودّة لأهل البيت عليهمالسلام ، وقد استقبله هانئ بحفاوة وتكريم ، ورحّب
به كأعظم ما يكون الترحيب وفتح داره على مصراعيها لشيعة مسلم ، واتخاذ القرارات
لدعم الثورة ، ومناهضة خصومها.
المخطّطات الرهيبة :
واتّخذ ابن مرجانة سلسلة من المخططات
أدّت إلى نجاحه في الميادين السياسية ، والتغلّب على الأحداث ، فبعد أن كانت
الكوفة تحت
نام کتاب : العباس بن علي عليهما السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 133