نام کتاب : العباس بن علي عليهما السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 100
الرشوة معهم على
نطاق واسع ، وقد استجابوا له ، وضمنوا له تسليم الإمام أسيراً متى شاء وأراد ، أو
اغتياله ، وقد حفزته هذه العوامل لاستعجال الحرب وحسم الموقف من صالحه.
وزحف معاوية بجيوشه المتماسكة والمطيعة
صوب العراق ، ولما علم الامام الحسن بذلك جمع قوّاته المسلّحة ، وأعلمهم بالأمر
ودعاهم إلى الجهاد وردّ العدوان فوجموا وساد عليهم الذعر والخوف فلم يجبه أحد منهم
فقد آثروا العافية ، وسئموا من الحرب ، ولما رأى تخاذلهم الزعيم الكبير عَديّ بن
حاتم تميّز غيظاً وغضباً ، واندفع بحماس بالغ نحوهم فجعل يؤنّبهم على هذا التخاذل
، وأعلن استجابته المطلقة لدعوة الإمام ، ودعم موقفه كلّ من الزعيم الشريف قيس بن
سعد بن عبادة ، ومعقل بن قيس الرياحي ، وزياد بن صعصعة التميمي فأخذوا يلومونهم
على هذا الموقف الذي ليس فيه شرف ولا إنصاف ، ويبعثونهم إلى ساحات الجهاد.
وخرج الإمام الحسن عليهالسلام من فوره لمقابلة معاوية ، وسار معه
أخلاط من الناس حتى انتهى إلى النخيلة فاستقام فيها حتى التحمت به فصائل من جيشه
المتخاذل ، ثم ارتحل حتى إنتهى إلى دير عبد الرحمن فأقام به ثلاثة أيام ، ثم واصل
سيره لا يلوي على شيء.
في المدائن :
وانتهى الإمام ، ومعه بعض الفرق من جيشه
إلى المدائن ، فأقام بها ، وقد أحاطت به المصاعب والأزمات فقد عانى من جيشه
الممزّق والخائن ألواناً شاقّة وعسيرة من المحن والمشاكل ، وابتلي بما لم يبتل به
أحد من
نام کتاب : العباس بن علي عليهما السلام نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 100