نام کتاب : الطريق الى خراسان نویسنده : كمال السيد جلد : 1 صفحه : 347
وحذّر وأنذر ، وأمر
به ، ونهى عنه ؛ لتكون له الحجة البالغة على خلقه ؛ ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيا
من حيَّ عن بيّنة ، وإن الله لسميع عليم..
فبلّغ عن الله رسالته ، ودعا إلى سبيله
بما أمره به : من الحكمة ، والموعظة الحسنة ، والمجادلة بالتي هي أحسن ، ثم
بالجهاد والغلظة ، حتى قبضه الله إليه ، واختار ما عنده صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ فلما انقضت النبوة ، وختم الله بمحمد
صلىاللهعليهوآلهوسلم ، الوحي والرساله ،
جعل قوام الدين ، ونظام أمر المسلمين بالخلافة ، وأتمامها وعزها ، والقيام بحق
الله فيها بالطاعة ، التي يقام بها فرائض الله تعالى وحدوده ، وشرائع الاسلام
وسننه ، ويجاهد بها عدوه..
فعلى خلفاء الله طاعته فيما استحفظهم
واسترعاهم من دينه وعباده ، وعلى المسلمين طاعة خلفائهم ، ومعاونتهم على إقامة حق
الله وعدله ، وأمن السبيل ، وحقن الدماء ، وصلاح ذات البين ، وجمع الألفة. وفي
خلاف ذلك اضطراب حبل المسلمين ، واختلالهم ، واختلاف ملتهم ، وقهر دينهم ،
واستعلاء عدوهم ، وتفرّق الكلمة ، وخسران الدنيا والآخرة.
فحق على من استخلفه الله في أرضه ،
وائتمنه على خلقه ، أن يجهد الله نفسه ، ويؤثر ما فيه رضا الله وطاعته ، ويعتد لما
الله موافقه عليه ، ومسائله عنه. ويحكم بالحق ، ويعمل بالعدل فيما أحله الله
وقلّده ؛ فإنّ الله عز وجل يقول لنبيه داود : « يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض
فاحكم بين الناس بالحق ، ولا تتبع الهوى ، فيضلك عن سبيل الله ، إن
نام کتاب : الطريق الى خراسان نویسنده : كمال السيد جلد : 1 صفحه : 347