نام کتاب : الحياة السياسية للامام الحسن عليه السلام نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 1 صفحه : 53
أولاً
: إن ما يقال من إناطة التكليف بالتمييز
قد انتهى امده قبل ذلك بزمان وبالذات في عام الخندق ـ في السنة الخامسة أو الرابعة
للهجرة النبوية [١]
ـ في قضية قبول ابن عمر في الغزو ، حيث انيط التكليف بالسن منذئذ .. حسبما ذكروه
..
وثانياً
: أننا لو سلمنا ذلك .. فيرد سؤال ، وهو :
لماذا اختص ذلك بالحسنين صلوات الله عليهما ، دون غيرهما من سائر الناس؟. أم يعقل
: أنه لم يكن ثمة مميز غيرهما؟ حتى ولو كان له من العمر إثنا عشر أو ثلاثة عشر سنة
، أونحو ذلك؟ .. إن ذلك يكشف ولا شك عن امتياز خاص لهما ، لم يشركهما فيه أحد من
الخلق ، كما قرره المأمون ، والشيخ المفيد رضوان الله تعالى عليه ...
وثالثاً
: إن التمييز ومجرد التكليف لا يكفي في
أحيان كثيرة ، وذلك لأن طبيعة المسؤوليات التي يراد الاضطلاع بها في بعض المواضع
تقتضي وجود قدرات وملكات وإمكانات إيمانية وفكرية معينة ، لا بد من توفرها في ذلك
الشخص الذي يعدُّ لذلك .. ومورد بيعة الرضوان من هذا القبيل.
ومما يوضح ذلك : أننا نجد كثيرين ممن
أظهروا قدرتهم على تحمل تلك المسؤوليات ، وقبلت منهم البيعة ـ كما كان الحال
بالنسبة لبيعتهم لأمير المؤمنين يوم الغدير ، وحينما أصبح خليفة ، وغير ذلك ـ لم
يفوا ببيعتهم ، واتضح أنهم لم يكونوا حائزين على تلك القدرات التي ينبغي توفرها في
من يعطي التزاماً ، ويتحمل مسؤوليات كبيرة ذات طبيعة رسالية رائدة ...
الحسن والحسين
إمامان :
وبعد كل ماتقدم ، فإننا نعرف المغزى
العميق لقوله صلىاللهعليهوآله
: