نام کتاب : الإمام علي (عليه السلام) سيرة وتأريخ نویسنده : الموسوي، اسلام جلد : 1 صفحه : 55
واستقبل القوم بسيفه
، فقالوا : أظننت يا غُدر أنَّك ناجٍ بالنسوة؟! ارجع بهن لا أبا لك!! فقال : « فإن
لم أفعل؟! » ، فقالوا : لترجعنَّ راغماً!!
ودنوا من المطايا ، فحال عليٌّ عليهالسلام بينهم ، وأهوى له جناح بسيفه ، فراغ عن
ضربته ، وضرب جناحاً على عاتقه فقدَّه نصفين ، حتَّى وصل السيف إلى كتف فرسه ،
ثُمَّ شدَّ على أصحابه ، وهو على قدميه وأنشد :
خلُّوا سبيل الجاهد المجاهد
آليت لا أعبد الا الواحـد
فتفرَّق القوم عنه ، وقالوا :
إحبس نفسك عنَّا يابن أبي طالب ، ثُمَّ قال لهم : « إنِّي منطلق إلى أخي وابن
عمِّي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، فمن سرَّه أن أفري لحمه وأُريق دمه فليدنُ منِّي » ثُمَّ أقبل على أيمن وأبي
واقد ، وقال لهما : أطلقا مطاياكما ، وسار الركب حتَّى نزل ضجنان ، فلبث بها يوماً
وليلة حتَّى لحق به نفر من المستضعفين ، فلمَّا بزغ الفجر سار بهم حتَّى قدموا
قباء [١].
وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد مكث فيها هذه المدة ، ولم يغادرها
بعد إلى المدينة ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
: « ادعوا لي عليَّاً » ، قيل : لا يقدر أن يمشي ، فأتاه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، واعتنقه وبكى ، رحمةً لما بقدميه من
الورم ، وتفل في يديه وأمرَّهما على قدميه ، فلم يشتكهما بعدُ حتَّى قُتل [٢].