نام کتاب : الإمام علي (عليه السلام) سيرة وتأريخ نویسنده : الموسوي، اسلام جلد : 1 صفحه : 26
وجاء في سبب تسميته ـ كما نقله ابن
إسحاق عن عمَّار بن ياسر ـ أنَّه قال : كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة
العشيرة ، فلمَّا نزلها رسول الله وأقام بها ، رأينا ناساً من بني مدلج يعملون في
عين لهم ، فقال لي عليٌّ عليهالسلام
: « يا أبا اليقظان ، هل لك في أن نأتي هؤلاء القوم لننظر كيف يعملون! » قلت : إن
شئت ، فجئناهم ونظرنا إلى عملهم ساعة ثُمَّ غشينا النوم ، فانطلقت أنا وعليٌّ
واضطجعنا في صور من النخل على التراب اللين ونمنا ، والله ما أيقظنا الا رسول الله
صلىاللهعليهوآلهوسلم يُحرِّكنا
برجله ، وقد تترَّبنا من تلك البقعة التي نمنا فيها ، ففي ذلك اليوم قال الرسول
لعليٍّ عليهالسلام : « ما لك
يا أبا تراب »! [١].
رواه أيضاً ابن جرير الطبري [٢] في تاريخه ، ثُمَّ ذكر سبباً آخر في
هذه التسمية ، خلاصته أنَّه قيل لسهل بن سعد الساعدي : إنَّ بعض أمراء المدينة
يريد أن يبعث إليك لتسبَّ عليَّ بن أبي طالب على المنبر ، وتقول له : يا أبا تراب
، قال : والله ما سمَّاه بذلك الا رسول الله. قلت : وكيف ذاك؟ قال : دخل عليٌّ عليهالسلام على فاطمة الزهراء ، ثُمَّ خرج من
الدار ، وذهب إلى المسجد واضطجع في فيئه ، ثُمَّ دخل رسول الله على فاطمة وسألها
عن عليٍّ عليهالسلام ، فقالت له
: « هو ذاك مضطجع في المسجد » ، فجاءه رسول الله فوجده وقد سقط رداؤه عن ظهره؛
فقال له : « اجلس أبا تراب » فوالله ما سمَّاه بذلك إلا رسول الله ، وكان أحبَّ
أسمائه إليه.