نام کتاب : الإمام علي (عليه السلام) سيرة وتأريخ نویسنده : الموسوي، اسلام جلد : 1 صفحه : 182
فقال ابن عبدالبر :
« بويع لعليٍّ رضي الله عنه بالخلافة يوم قُتل عُثمان ، فاجتمع على بيعته
المهاجرون والأنصار ، وتخلَّف عن بيعته نفرٌ منهم ، فلم يهجهم ولم يُكرههم .. » [١].
وكان ممَّن تخلَّف عن بيعته يوم ذاك :
حسَّان بن ثابت ، وكعب بن مالك ، وزيد بن ثابت ، ومروان بن الحكم ، وسعد بن أبي
وقَّاص ، وعبدالله بن عمر ، ومعاوية ومن معه في جماعة أهل الشام وآخرون [٢] ، وعائشة بنت أبي بكر ، زوج الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حيث وقفت من الإمام عليٍّ أشدَّ
المواقف العدائية التي سنقف عليها لاحقاً.
على أي حال قد تمَّت البيعة المثالية ،
التي لم يشهد التأريخ مثلها على جوانب صفحاته ، بيعة ليس لها نظيرٌ قطُّ ، اندفع
كلُّ الناس يتسابقون أيُّهم يحوز الفضل قبل صاحبه .. ولم يفد معهم كلام ولا حجَّة
، فكانوا مصرِّين على بيعته حتى « وبلغ من سرور الناس بيعتهم إيَّاي أن ابتهج بها
الصغير ، وهَدَجَ إليها الكبير ، وتحامل نحوها العليل ، وحسرت إليها الكعاب .. » [٣] لا يرتضون له بديلاً حتى وإن أعلمهم
بحقيقة الأمر وسياسته التي قد لا تُرضي الجمهور!
قد وضعهم أمام السياسة الواضحة ؛ إذ قال
لهم : « دعوني والتمسوا غيري ، فإنَّا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان ، لا تقوم له
القلوب ، ولا تثبت عليه العقول .. وإنَّ الآفاق قد أغامت ، والمحجَّة قد تنكَّرت
.. ».